صفة الفرقة الناجية

كثرت الطوائف، والفرق التي تزعـم أنها هي الطائفة المنصورة، واشتبه على كثير من الناس الأمر، فماذا نفعل، خاصة أن هناك فرق تنتسب للإسلام كالصوفية والسلفية ونحو ذلك من الفرق، فكيف نميز بارك الله فيكم؟

الإجابة

ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة -وهم أتباع موسى- ، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة -وهم التابعون لعيسى عليه السلام-، قال: وستفترق هذه الأمة -يعني أمة محمد عليه الصلاة والسلام- على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، فقيل: من هي الفرقة الناجية؟ قال: الجماعة) وفي لفظ: (ما أنا عليه وأصحابي) هذه الفرقة الناجية الذين اجتمعوا على الحق الذي جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- واستقاموا عليه، وساروا على نهج الرسول -صلى الله عليه وسلم- ونهج أصحابه، هم أهل السنة والجماعة، وهم أهل الحديث الشريف السلفيون الذي تابعوا السلف الصالح وساروا على نهجهم بالعمل بالقرآن والسنة، وكل فرقة تخالفهم هي متوعدة بالنار، فعليك أيتها المرأة السائلة أن تنظري في كل فرقة تدعي أنها فرقة ناجية تنظري في أعمالها، فإن كانت أعمالها مطابقة للشرع فهي من الفرق الناجية، وإلا فلا، والمقصود أن الميزان هو القرآن العظيم والسنة المطهرة في حق كل فرقة، فمن كانت أعماله كل فرقة كانت أعمالها وأقولها تسير على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فهذه داخلة في الفرقة الناجية، ومن كان بخلاف ذلك كالجهمية والمعتزلة والرافضة والمرجئة وغير ذلك وغالب الصوفية الذين يتساهلون ويبتدعون في الدين ما لم يأذن به الله، فهؤلاء كلهم داخلون في الفرق التي توعدها الرسول بالنار حتى يتوبوا مما يخالف الشرع، كل فرقة عندها شيء يخالف الشرع المطهر فعليها أن تتوب منه، وترجع إلى الصواب، إلى الحق الذي جاء به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وبهذا تنجو من الوعيد، أما إذا بقت على البدع التي أحدثها في الدين ولم تستقم على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم فإنها داخلة في الفرق المتوعدة، وليست كلها في النار، وليست كلها كافرة، إنما المتوعد منها، فقد يكون من هو كافر لفعله شيئاً من الكفر، وقد يكون فيها من هو ليس بكافر ولكنه متوعد بالنار بسبب ما ابتدعه في الدين وشرعه في الدين مما لم يأذن به الله سبحانه وتعالى.