ردوا عليها بالشتم والكفر حينما دعت الشباب عبر "التشات"

السؤال: ينتابني شعور عظيم بالبكاء.. أردت أن أقوم بعمل ينفع هذا الدين (دين الإسلام العظيم)، ولكنني وللأسف خُذ لت حقا. لا أدري ماذا أكتب.. إنه أمر مخزٍ للغاية. لقد قررت أن أدخل على غرف "التشات" (موقع يتجمع فيه معظم العرب) وأقوم بدعوتهم إلى الله تعالى عبر هذه الشاشة الصغيرة.. أبدأ بداية سلسة جميلة، ثم أستعين ببعض الآيات والأحاديث وأساليب الدعوة والإقناع من موقعكم الرائع.. لكني أتمنى أني لم أفعل ذلك. لقد خُذلت حقًا.. لقد شككت في أمر هؤلاء الشباب والفتيات؛ بل إن أغلبهم كانوا من الشباب. فمنهم من أصبح يشتم الإسلام والعياذ بالله، ومنهم من كفر حقا، ومنهم من بدأ بالاستهزاء والسخرية وفتح المواضيع الساخرة. بصراحة لقد خجلت كثيرا ولكن أشعر أنه بداخلي قوة رهيبة.. قوة الإسلام الذي يدفعني دائما لعمل كل ما فيه مرضاة الله عز وجل. ولكنني ومع ذلك أشعر بحزن رهيب.. حزن عميق على حال هؤلاء الشباب.. "وما أجري إلا على الله".. ساعدوني.. هل ما أفعله صحيح أم لا؟؟؟؟

الإجابة

الإجابة: جميل أن يكون لديك هذا الشعور بالحماس للدعوة، ولا تثريب أن تري في طريق الدعوة ما يضيق الصدر، ويشعر الداعية بالحزن. ولكن يجب أيضًا أن تتعرفي على خطة الطريق قبل سلوكه؛ فليس من المناسب أن تدخلي ميدان الدعوة لوحدكِ بين عدد كبير من المخالفين أو المجهولين المتسترين بأسماء مستعارة فلا يهمهم ما يصدر منهم. إن الدعوة في "التشات" تحتاج إلى رجال متدربين على هذا الميدان الشائك، ويكون عملهم جماعيًا متناسقًا حتى يؤتي ثماره. أما الذي يبدأ في طريق الدعوة الإسلامية، مثلك أختنا الكريمة، فابدئي بتعلم العلم أولا ثم الدعوة على قدر ما معك من العلم. ولتكن الدعوة مع بنات جنسك، وبالتدريج، فكوني أولا مع أخوات صالحات تعلمي منهن، وصاحبيهن مدة من الزمن حتى يقوي عودكِ، ويكثر علمكِ، وتقفين على أرض صلبة. ثم بعد ذلك تنشرين الدعوة بضوابطها وأصولها بحيث تخاطبين كل مخاطب ما يناسبه. ولا تفتحي على نفسك بابًا يكون ضره أكبر من نفعه، ولا تدخلي ميدان دعوة الرجال في "التشات" فإنه منزلق صعب. ثم إن لهم رجال قد تصدوا لدعوتهم، فكفوك ذلك والحمد لله. بارك الله فيك..
والله أعلم.