هذا من الغش ، ولا يجوز خلطه الزيت بالسمن، وهذا العذر الذي قاله عذر فاسد، لا يقبل ولا يجيز له هذا الغش، بل عليه أن يبيع الزيت وحده ، والسمن وحده، يسأل ربه التوفيق ، ويستعين بالله ، والله يبارك له إذا صدق وترك الخيانة ، وأدى الأمانة: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [سورة الطلاق(2)(3)]. ويقول سبحانه: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [(4) سورة الطلاق]. فالواجب على التجار ، وعلى أهل البيع والشراء أن يتقوا الله ، وأن يؤدوا الأمانة ، وأن يحذروا الغش والخيانة ، ولو كانوا فقراء، الله يغنيهم من فضله - سبحانه وتعالى - ، فليس الفقر عذراً في الغش والخيانة، بل يجب على المؤمن والمؤمنة التحري للحق ، والعناية بالأمانة الشرعية ، والحذر من الغش والخداع، ولو كان فقيراً ، الله - جل وعلا - هو الذي يغنيه من فضله – سبحانه وتعالى-، وإذا اتقاه يسر أمره، فالواجب الحذر غاية الحذر، من هذه الخيانات التي حرمها الله على عباده، والله يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ [(27) سورة الأنفال]. ويقول سبحانه: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [(58) سورة النساء]. ويقول عز وجل في صفة أهل الإيمان: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ [(8) سورة المؤمنون].