هل من صلى الفجر متأخرا بدون قصد يكون في ذمة الله ؟

السؤال: معروف أن من صلى الفجر فهو في ذمة الله فهل من صلى الفجر متأخرا بدون قصد يكون في ذمة الله ؟ وهل هذا الإنسان إذا قرأ اذكر الصباح والمساء في اليوم الذي أخّر فيها صلاة الفجر بدون قصد يكون في حفظ الله ؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله.
قال رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم"" من صلى صلاة الصبح ، فهو في ذمة الله ، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء ، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ، ثم يكبه على وجهه في نار جهنم ." رواه مسلم .
فمن صلّى صلاة الصبح ( الفجر ) فهو في ذمة الله . ولا شك أن أداء الصلاة في وقتها هو المُتعيّن ، ويُعفى عمن نام دون تفريط - كما تقدّم - وعلى من نام عن صلاة الصبح أن يُصليها إذا ذكرها . كما تقدّم في الحديث .
ومما لا شك فيه أن الله يحفظ العبد بالأذكار إذا حافظ عليها .. روى مسلم عن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال"" إنكم تسيرون عشيتكم وليلتكم وتأتون الماء إن شاء الله غداً. فانطلق الناس لا يلوي أحد على أحد . قال أبو قتادة : فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير حتى إبهار الليل ، وأنا إلى جنبه قال ، فنعس رسول الله صلى الله عليه وسلم فمال على راحلته ، فأتيته فدعمته من غير أن أوقظه ، حتى اعتدل على راحلته . قال : ثم سار حتى تهور الليل مال عن راحلته .. قال : فدعمته من غير أن أوقظه حتى اعتدل على راحلته . قال : ثم سار حتى إذا كان من آخر السحر مال ميلة هي أشد من الميلتين الأوليين حتى كاد ينجفل فأتيته فدعمته ، فرفع رأسه فقال : من هذا ؟ قلت : أبو قتادة .
قال : متى كان هذا مسيرك مني ؟
قلت : ما زال هذا مسيري منذ الليلة .
قال : حفظك الله بما حفظت به نبيه .
ثم قال : هل ترانا نخفى على الناس ؟
ثم قال : هل ترى من أحد ؟
قلت : هذا راكب ، ثم قلت : هذا راكب آخر حتى اجتمعنا ، فكنا سبعة ركب . قال : فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطريق ، فوضع رأسه . ثم قال : أحفظوا علينا صلاتنا . فكان أول من استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم والشمس في ظهره . قال : فقمنا فزعين ، ثم قال : اركبوا ، فركبنا ، فسرنا ، حتى إذا ارتفعت الشمس نزل ، ثم دعا بميضأة كانت معي فيها شيء من ماء . قال : فتوضأ منها وضوءا دون وضوء . قال : وبقي فيها شيء من ماء . ثم قال لأبي قتادة : أحفظ علينا ميضأتك ، فسيكون لها نبأ .
ثم أذن بلال بالصلاة فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ، ثم صلى الغداة ، فصنع كما كان يصنع كل يوم . قال : وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وركبنا معه . قال : فجعل بعضنا يهمس إلى بعض : ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا ؟ ثم قال : أما لكم فيّ أسوة ؟ ثم قال : أما إنه ليس في النوم تفريط ، إنما التفريط على من لم يصلِّ الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى ، فمن فعل ذلك فليصلها حين ينتبه لها ، فإذا كان الغد فليُصلها عند وقتها .
ثم قال : ما ترون الناس صنعوا ؟ قال : ثم قال : أصبح الناس فقدوا نبيهم ، فقال أبو بكر وعمر : رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدكم ، لم يكن ليُخلِّفكم . وقال الناس : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيديكم فإن يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا . قال : فانتهينا إلى الناس حين امتد النهار وحمي كل شيء ، وهم يقولون : يا رسول الله هلكنا . عطشنا . فقال : لا هُلك عليكم . ثم قال : أطلقوا لي غُمري . قال : ودعا بالميضأة ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب وأبو قتادة يسقيهم ، فلم يَعدُ أن رأى الناس ماء في الميضأة تكابُّوا عليها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحسنوا الملأ . كلكم سيروى . قال : ففعلوا ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب وأسقيهم ، حتى ما بقي غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : ثم صب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لي : اشرب . فقلت : لا أشرب حتى تشرب يا رسول الله . قال : إن ساقي القوم آخرهم شربا . قال : فشربت وشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فأتى الناس الماء جامّين رواء .. قال : فقال عبد الله بن رباح : إني لأحدث هذا الحديث في مسجد الجامع إذ قال عمران بن حصين : انظر أيها الفتى كيف تحدث ، فإني أحد الركب تلك الليلة ؟ قال قلت : فأنت أعلم بالحديث . فقال : ممن أنت ؟ قلت : من الأنصار .. قال : حَدِّث ، فأنتم أعلم بحديثكم . قال : فحدّثت القوم . فقال عمران : لقد شهدت تلك الليلة وما شعرت أن أحدا حفظه كما حفظته."