الإجابة:
الانحراف القليل لا يضر، وهذا في غير ما كان في المسجد الحرام، لأن
المسجد الحرام قبلة المصل فيه هي عين الكعبة، ولهذا قال العلماء: من
أمكنه مشاهدة الكعبة فإن الواجب أن يستقبل عينها، فإذا قدر أن المصلي
في الحرم اتجه إلى جهتها لا إلى عينها فإنه يعيد الصلاة لأن صلاته لم
تصح، قال عز وجل: {فَوَلِّ وَجْهَكَ
شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا
وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [سورة البقرة: الآية 144].
أما إذا كان الإنسان بعيداً عن الكعبة لا يمكنه مشاهدتها ولو في مكة
فإن الواجب استقبال الجهة، ولا يضر الانحراف اليسير، ولهذا قال النبي
عليه الصلاة والسلام لأهل المدينة: "ما بين
المشرق والمغرب قبلة" (أخرجه الترمذي: كتاب الصلاة / باب ما
جاء أن ما بين المشرق والمغرب قبله، وابن ماجة ( 1011 )، والحاكم
وصححه ووافقه الذهبي " المستدرك " 14/225)، لأن أهل المدينة يستقبلون
الجنوب، فكل ما بين المشرق والمغرب فهو في حقهم قبله، كذلك مثلاً نقول
للذين يصلون إلى الغرب نقول ما بين الجنوب والشمال قبله.
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثاني عشر -
باب استقبال القبلة.