لبعد عن الزوجة لمدة سنتين

ما حكم الإسلام في البُعد عن الزوجة لمدة سنة أو سنتين؟

الإجابة

لا يجوز للمسلم أن يهجر زوجته من الجماع؛ لأن هذا يضرها، وربما أفضى إلى وقوعها فيما لا يُحمد عقباه، فالواجب عليه أن يجامعها بالمعروف حسب الطلب والإمكان. وقال بعض أهل العلم: أنه يجب عليه ذلك في كل أربعة أشهر مرة، ولكن ليس ذلك بواضح من جهة الدليل ، بل الواجب عليه أن يعاشرها بالمعروف؛ كما قال الله –سبحانه- : وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [(19) سورة النساء]. وقال -جل وعلا- : وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [(228) سورة البقرة]. ومن المعروف أن يجامعها ويؤانسها ويخاطبها بالتي هي أحسن، وينفق عليها النفقة اللازمة إلى غير ذلك ، وليس من المعروف أن يهجرها هذه المدة الطويلة ، فالواجب عليه أن يستبيحها فإذا سمحت وأباحت فلا حرج ، وإلا فالواجب عليه أن يعتني بها وأن يجامعها بالمعروف حسب الطاقة وحسب الإمكان وحسب ما يراه كافياً ومانعاً من وقوع كل منهما فيما لا يرتضى ، فإن الجماع يعفه ويعفها جميعاً، وإهمالها المدة الطويلة فيه خطر عليه وعليها جميعاً إلا لعذرٍ شرعي كمرض أو غربةٍ يحتاج إليها في طلب العلم، أو في طلب الرزق، أو ما أشبه ذلك من الموانع.