من ارتد وقد حج من قبل هل تجب عليه حجة أخرى لأن الأولى قد حبطت

سبق لي وأن قمت بحج بيت الله الحرام للعام الماضي، وبعد رجوعي إلى بلدي حدثت بعض المشاكل مما أدى ذلك إلى فقد أعصابي، وأدى بي إلى تلفظي بألفاظ بذيئة تؤدي إلى الكفر، وقد ندمت كثيراً، فهل يبطل حجي، أم أن علي كفارة؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.

الإجابة

عليك التوبة إلى الله، ومن تاب تاب الله عليه، والمسلم إذا حج أو صلى أو صام ثم حصل له ردة ثم تاب إلى الله ورجع أسلم على ما أسلف من خير، تبقى أعماله الصالحة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لحكيم بن حزام لما أسلم وذكر له أنه سبق منه عتاقة وصدقة قال: (أسلمت على ما أسلفت من خير)، والمسلم إذا أسلم كفَّر الله عنه ما كان عليه سابقاً من الذنوب والشركيات، وإذا حسن إسلامه كفَّر الله عنه كل شيء، فالواجب على من وقع في ناقض من نواقض الإسلام من سب للدين، أو تكذيب بما أوجب الله، أو إحلال لما حرم الله فيتوب إلى الله، وإذا بادر إلى التوبة الصادقة والإصلاح واستمر فإن الله -سبحانه- يمحو عنه ما سلف من ذنوبه، ويغفر له ما وقع منه، وتبقى أعماله الصالحة السابقة على حالها لا تبطل، حجه باقي، وصومه باقي، وليس عليه حجٌ آخر، هذا هو المشروع الذي بينه الله ورسوله، قال الله -عز وجل-: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[الزمر: 53]، وهذا بإجماع المسلمين في التائبين هذه الآية في التائبين، فمن تاب تاب الله عليه وغفر له ذنوبه كلها، بالتوبة الصادقة بالتوبة النصوح، كما قال -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (التوبة تهدم ما كان قبلها). جزاكم الله خيراً