الأولياء لا يعلمون الغيب

هل هناك أشخاص يعلمون الغيب بعد ارتضاء الله لهم غير الرسل والأنبياء، وما الفرق بين ذلك؟ وأيضاً عن كرامات الأنبياء التي يجريها الله عز وجل على ألسنتهم, وهي في الحقيقة غائبة عن النظر, كتلك التي قالها عمر بن الخطاب رضي الله عنه: [يا سارية الجبل!] وغير ذلك؟

الإجابة

الغيب لا يعلمه إلا الله، لا يعلمه الرسل ولا غيرهم، الغيب لا يعلمه إلا الله، وإنما يعلم الرسول ما أوحي إليه، قال تعالى: قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ.. (65) سورة النمل، وقال: ..فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا*إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ.. (27) سورة الجن، فقد يخبرهم بعض المغيبات، كما أخبر الله نبينا عن أشراط الساعة وعن بعض أمور الجنة والنار، إلى غير ذلك، فالغيب لا يعلمه إلا الله، لكنه سبحانه يطلع بعض أنبيائه ورسله على بعض الغيب. والأنبياء لهم المعجزات وهي كرامات ومعجزات تدل على صدقهم وأنهم رسل الله، كالعصا لموسى، واليد التي قدَّمها موسى لفرعون، تخرج يده بيضاء من غير سوء، والعصا بينما هي عصا صارت حية تسعى، آيتان من آيات الله، ومعجزتان لموسى، على أنه نبي عليه الصلاة والسلام. ومن ذلك: ما وقع لنبينا عليه الصلاة والسلام من نبوع الماء من بين أصابعه ينبع الماء من بين أصابعه، ويراه الناس في الإناء فيشربون ويأخذون في أوعيتهم، ومنها: أنه صلى الله عليه وسلم لما قدم تبوك وكانت العين تبض بضاً قليلاً فتوضأ وصب الماء فيها حتى جاشت بالماء، وكان هكذا يوم الحديبية لما شق عليهم عدم الماء، أغرق سهمه في البئر حتى جاشت بالماء عليه الصلاة والسلام، كل هذه من معجزات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والأولياء لهم كرامات، الصالحون لهم كرامات أتباع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لهم كرامات يكرمهم الله وتخرق العادة، لكنها ليست معجزة إنما هي كرامة للولي الذي هو من الصالحين وليس نبياً، كما جرى لعبَّاد بن بشر وأسيد بن حضير، في حياة النبي صلى الله عليه وسلم لما سريا من النبي في آخر الليل، قاما من عنده صلى الله عليه وسلم بعدما سمرا عنده خرجا إلى بيوتهما في ليلة مظلمة فأضاءت لهما أسواطهما كالسراج، كل واحد سوطه ...... هذه من آيات الله ومن كرامات أوليائه. وهكذا الطفيل الدوسي لما طلب من النبي آية يدعو بها قومه، سأل الله أن يعطيه آية فصار نور له في جبهته في وجهه، فقال: يا رب في غير وجهي! فجعله الله في سوطه، فإذا رفعه استنار فدعا قومه فأسلموا.