الشيخ محمد ناصر الألباني من خواص إخواننا المعروفين بالاستقامة ، وحسن العقيدة ، والسيرة والنشاط في جمع الحديث ، وبيان صحيحه من سقيمة ، وهو مشكور ومعروف لدينا ، وله في هذا جهود مباركة ، وأعمال جليلة ، نسأل الله لنا وله المزيد من التوفيق مع صلاح النية والعمل ، ولكنه مثل غيره من أهل العلم ليس معصوماً قد يقع له بعض الأخطاء ، بعض الغلط في التصحيح والتضعيف ، وفي الآراء ، ولكنه يشكر على اجتهاده ، وعلى قصده الخير ، وإذا أخطأ فلا مانع من التنبيه من أهل العلم أن ينبهوه وأن يكتبوا إليه حتى يحصل التعاون على البر والتقوى ؛ عملاً بقوله - سبحانه وتعالى- : وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى. هكذا شأن العلماء في قديم الدهر وحديثة ، يتعاونون وينصحوا بعضهم بعضاً ، ولا يسب بعضهم بعضاً ، ولا يحتقره ولا يعيبه ولا يغتابه ، ولكن ينصح له ويعينه على الخير ، وينبهه إذا أخطأ. والشيخ الألباني ليس ممن يترك العزو، بل هو يعزو في الأحاديث إلى مصادرها ، وإنه يختصر في بعض الأحيان في بعض الكتب ، فيعزوها إلى الصحيحة أو إلى الضعيفة، وأنت في إمكانك ترجع إلى الصحيحة وتجد فيها العزو إلى البخاري إلى مسلم إلى أبي داود إلى النسائي إلى الترمذي إلى غيرهم ، وتجد الكلام في الرجال والأسانيد بالتصحيح والتضعيف ، ونقل كلام العلماء في هذا ذلك ، ليس كما ذكره السائل ، بل الشيخ الألباني قرأنا كتبه ، وأطلعنا على طريقته ، هو يعزو الأحاديث إلى مصادرها ، وينبه على ما فيها حسب اجتهاده ، لكن إذا اختصر في بعض الأحيان ، وقال: ذكرته في الصحيحة ، أو ذكرته في الضعيفة ، أو ذكرته في صحيح جامع ، أو في صحيح كذا ، أو في ضعيف كذا ، معناه أنه يرشدك إلى أن ترجع إلى ذلك حتى تجد مطلوبك من البحث والكلام على السند ، هكذا عمله، وهكذا طريقته، فالواجب عليك - أيها السائل - أن تتقي الله ، وأن تنصف أخاك ، وفق الله الجميع. إذاً يرى سماحة الشيخ عبد العزيز أن الشيخ الألباني فيما إذا أرشد إلى خطأ وقع في كتبه أنه سيصحح؟ إذا ظهر له الصحة، إذا ظهر له ذلك ، إذا ظهر له أن الذي أرشده أصاب وهو أخطأ صحح.