الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد:
فقد سبق بيان حكم التعامل مع شركات التأمين بنوعَيْها: التعاوني والتجاري، في فتوى لنا على الموقع بعنوان (أسهم شركات التأمين)، وحكم العمل في شركات التأمين كحكم التأمين نفسه الذي فصلنا في حكمه في هذه الفتوى، فلا يجوز لك العمل فيها، ولا التعامل معها؛ لأن ذلك تعاونٌ على الإثم والعدوان، وقد قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 106].
واعلمي: أن السلامة في الدِّين لا يَعْدِلُها شيءٌ، وأنَّ مَنْ رَتَعَ حول الحِمَى أوشك أن يواقِعَهُ، وأن المؤمن يَفِرُّ من أماكن الفِتَن، ويستعيذُ بالله منها، وأنَّ مَنْ تَرك شيئاً لله عوَّضه الله خيرًا منه؛ كما صحَّ عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وجاء عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قوله: "إن رُوحَ القُدُس نَفَثَ في رَوْعي أنَّ نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها؛ فاتقوا الله، وأجملوا في الطَّلَب، ولا يحملنَّ أحدَكم استبطاءُ الرزق أن يطلبه بمعصية الله؛ فإن الله تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته" (رواه عبدالرزاق في "مصنفه" والبزار في "مسنده").
وروى أحمد والتِّرمذي عن أبي سعيد الخُدْري رضيَ الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "ألا لا يمنعنَّ أحدكم رهبة الناس، أن يقول بحقٍّ إذا رآه أو شهده؛ فإنه لا يُقرِّب من أجلٍ، ولا يُباعِد من رزقٍ - أن يقول بحقٍّ أو يذكِّر بعظيم".
وقال الله عزَّ وجلَّ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2-3]،، والله تعالى أعلى وأعلم.