كلمة في التبرج

ما هو قولكم حفظكم الله في بعض نساء هذا الزمان اللائي يعملن بأنفسهن من كشف شعر الرأس، وتقصير الثياب إلى عند الركبة وغير ذلك، وهل من نظر إليهن يكون مرتكباً للآثام، وما هي نصيحتكم للنساء المسلمات في مشارق الأرض ومغاربها؟

الإجابة

وصيتي للمسلمات في كل مكان، أن يتقين الله وأن يلتزمن بالحجاب الشرعي، وأن يسترن رؤوسهن وأبدانهن جميعاً حتى وصيتي لغير المسلمات أن يستترن ولا يفتن الناس، فإن عليهن آثاماً بذلك حتى ولو كن كافرات، عليهن أن يمتعن من هذا الشيء؛ لأن إبرازهن هذه المفاتن فيه شر عليهن، ويزيد الآثام يوم القيامة مع الكفر، فالمؤمنة أو المسلمة أولى وأحوط بأن تحفظ وتستر؛ لقول الله جل وعلا في كتابه العظيم: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ... (31) سورة النور...الآية، فإبرازها مفاتنها للناس في الأسواق هذا منكر عظيم، والله يقول سبحانه يخاطب أمهات المؤمنين: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ (33) سورة الأحزاب، وقال سبحانه: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنّ (53) سورة الأحزاب، فالتستر أطهر لقلوب الجميع وأبعد عن الشر والفاحشة والفتنة وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ (59) سورة الأحزاب، فكلهن مأمورات بالستر، والحجاب والبعد عن أسباب الفتنة في أي مكان، في الطريق، أو في البيت أو في المسجد في أي مكان، وفي الطريق أشد فتنة وأعظم، فالواجب على جميع المؤمنات أن يتقين الله في ذلك ولو كن في بلاد الكفرة، في أوربا أو غيرها، الواجب على جميع المؤمنات أن يتقين الله سبحانه وتعالى أينما كن، وأن يتسترن ستراً كاملاً حتى الوجه تستره مع الرأس، مع الساقين، مع الأقدام، مع الأيدي، حتى لا تكون هناك فتنة فيه، لا من الكفرة ولا من المسلمين؛ ولهذا يقول سبحانه: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنّ (53) سورة الأحزاب، فأبان سبحانه أن الحجاب أطهر لقلوب الرجال والنساء، والطهارة مطلوبة لنساء النبي ولغيرهن عليه الصلاة والسلام؛ ولقوله جل وعلا: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ... (31) سورة النور...الآية، والوجه من الزينة، والرأس من الزينة، والشعر من الزينة، وقد يستثنى القواعد العجائز، قال سبحانه: وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ (60) سورة النور ، إذا كانت قاعدة عجوز، غير متبرجة بزينة، لا ترجو النكاح فلا مانع من إظهار طرف وجهها، أو يديها، لكن تعففها وسترها أفضل حتى ولو كانت قاعدة، ولهذا قال سبحانه: وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ (60) سورة النور، والاستعفاف بالحجاب والبعد عن أسباب الفتنة ولو كانت عجوزاً لا تشتهى، فكيف بالشابات، والمتوسطات، فالفتنة بهن عظيمة، فلا يجوز لهن لا في بلادهن، ولا في بلاد الغرب، ولا في بلاد الشرق، ولا في أي مكان أن يبرزن مفاتنهن ومحاسنهن لا الوجه ولا الساق ولا غير ذلك، بل يجب عليهن التستر والحجاب حتى لا يُرى منهن شيء، طاعة لله، وتمسكاً بشرعه، وحذراً من أسباب الفتنة لهن وعليهن، لهن أو بهن، هذا هو واجب المسلمات أينما كن، ونصيحتي حتى لغير المسلمات أن يتقين الله، وأن يحذرن مزيد الإثم، فإن التبرج يزيدهن إثماً على إثم الكفر في الدنيا والآخرة، نسأل الله السلامة.