ما صحة حديث تعلموا السحر ولا تعملوا به

هل الحديث التالي مثبتٌ من كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (تعلموا السحر ولا تعملوا به)، وهل السحر تعلمه غير محرم، والفعل به محرم، وفي الحقيقة قد سمعت هذا الحديث من بعض الناس لكني لا أدري عن صحة الحديث؟

الإجابة

هذا الحديث لا أصل له، بل هو باطل، لا يجوز تعلم السحر ولا تعليمه بل تعلمه وتعليمه من الكفر بالله؛ لأن تعلم السحر معناه عبادة الشياطين، عبادة الجن و الاستغاثة بهم وتقريب الذبائح إليهم ونحو ذلك، فالمقصود أنه لا يجوز تعلم السحر ولا تعليمه بل يجب الحذر من ذلك، وهذا الحديث باطل لا أصل له، هذا الحديث تعلموا السحر ولا تعملوا به هذا باطل، ليس له أصل، فعلى المسلمين الحذر من تعلم السحر وتعليمه والحذر من استعماله لقول الله -جل وعلا- في كتابه العظيم: وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ(102) سورة البقرة. فجعلهم كفارا لتعليمهم الناس السحر, ثم قال: وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ (102) سورة البقرة. فبين أن الملكين لا يعلمان من أحد حتى يقولان له إنما نحن فتنة فلا تكفر، فدل على أن تعلمه كفر -نسأل الله العافية- فالمقصود أن السحر شره عظيم وعاقبته وخيمة ولهذا قال -جل وعلا-:وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ –يعني اعتاضه- مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ (102) سورة البقرة –يعني من حظ ولا نصيب–. وقال -جل وعلا- في الآيات الأخرى يقول -جل وعلا-: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ (102) سورة البقرة. هذه في آخر الآية,وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ* وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ (102-103) سورة البقرة. فدل على أن هذا السحر ضد الإيمان، وضد التقوى. المقصود أن السحر من الأمور الكفرية, فلا يجوز تعلمه ولا تعليمه ولا استعماله بل هو كله شر, نسأل الله العافية.