الإستغفار بعد الصلاة

هناك من يقول إن استغفار الجماعة مع الإمام بعد الصلاة بصوت مرتفع مشروع وجائز، بدليل ما كان في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام إذا دخل الداخل للصلاة يعرف أنها قد قضيت برفع التسبيح من الرسول وأصحابه، علماً أنني لم أرتض هذا القول، فما هو توجيهكم؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابة

الصواب شرعية الذكر والدعاء عقب الصلاة، أما الدعاء والاستغفار يكون بين العبد وبين ربه، لكن بعد الصلاة يذكر الله، يقول ابن عباس رضي الله عنهما كان رفع الصوت في الذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن عباس: "كنت أعلم إذا انصرفوا منها إذا سمعتهم، فالسنة رفع الصوت بالذكر بعد الصلوات الخمس كما رفعه النبي - صلى الله عليه وسلم -والصحابة حتى يتعلم الجاهل ويتذكر الناسي ويعلم النازل الذي حول المسجد أنها انتهت الصلاة، أما الدعوات الخاصة بين العبد وبين ربه، يدعو الله بينه وبين ربه ولو سمع من حوله، لا بأس، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم -إذا سلم استغفر ثلاثاً، وقال: (أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، ثم قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)، هكذا أخبر ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -عن رسول الله أنه كان يفعل هذا، فلولا أنه كان يسمعه ما أخبر به، فدل على أن ثوبان سمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا استغفر بقدر ما يسمع، يسمع من حوله فلا بأس ولكن الذكر الذي يرفع به أكثر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرين، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد، أخبر ابن الزبير وأخبر المغيرة بن شعبة أن النبي كان يفعل هذا، يرفع صوته بهذا عليه الصلاة والسلام، وهكذا سبحان الله والحمد لله والله أكبر بعد الصلاة كله ذكر، أما الدعاء فإذا أسر به بينه وبين ربه ولا يسمعه من حوله فلا بأس، هذا هو الأفضل.