استعمال حبوب منع الحيض لأجل الحج

السؤال: ما حكم أخذ حبوب منع الدورة لأجل الحج؟

الإجابة

الإجابة:

الحمد لله،

إذا خشيت المرأة الحاجّة أن تأتيها الدورة فتمنعها من طواف الإفاضة، ومعلوم أن الحج لا يتم إلا به، مما يؤدي إلى تأخيرها، أو يضطرها إلى الرجوع لإتمام حجها وقد لا يمكنها ذلك، إذا كان الأمر على ما ذكر، فلا بأس أن تستعمل الحبوب لمنع الحيض؛ من أجل رفع ذلك الحرج، فإن الله تعالى يقول: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]، وقال تعالى: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ} بالمائدة: 6]، وإذا كانت المرأة التي عرض لها الحيض يمكنها التأخُّر، أو كان البلد الذي تذهب إليه قريباً كجدة والطائف، فعندي أن الأَوْلى ألا تستعمل الحبوب لمنع الحيض، فإن استعمال الحبوب لذلك يؤدي إلى اضطراب الحيض، مما يجعل المرأة في قلق وحيرة، كما يشهد بذلك الواقع، ولذلك أرى ألا تستعمل المسلمة الحبوب لمنع الحيض لأجل أن تصوم في رمضان وتصلي؛ لأنه لا حرج عليها في ترك ذلك، والحيض شيء كتبه الله على بنات آدم، وأوجب الله على الحائض ترك الصوم والصلاة مع قضاء الصوم، والله تعالى عليم حكيم، فعلى المسلمة أن ترضى بحكم الله، وتفعل ما أمرها الله به من فعل وترك، ولها أسوة بأمهات المؤمنين ونساء المؤمنين الأوائل، فلم يَكُنَّ يقصدن إلى منع الحيض من أجل الصلاة والصيام، وربما كان هناك أدوية يحصل بها ذلك، وفرص الخير لكل مسلم ومسلمة كثيرة ميسرة، والحمد لله على تدبيره وتيسيره. والله أعلم.

تاريخ الفتوى: 24-11-1425 ه.