الإصرار على المعاصي هل يحبط صالح الأعمال؟

أنا شاب بحمد لله أصلي وأصوم وأحج، ولم أرتكب فاحشة ولله الحمد، إلا أنني أحب النظر إلى النساء والتحدث، ولكن الأكثر هو النظر، فهل عملي هذا يبطل أعمال الخير التي أقوم بها كالصلاة وغيرها؟

الإجابة

المعصية لا تبطل أعمال الخير، ولكن يخشى من المعاصي أنها إذا كثرت أن ترجح بالحسنات، فالواجب على المؤمن أن يحذر جميع المعاصي، ومن جملتها النظر للنساء، والتحدث للنساء للشهوة، هذا منكر، والله -جل وعلا- قال: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ(30) سورة النور. فعليك أن تغض البصر وأن تجاهد نفسك بالله -عز وجل- وتحذر؛ لأن النظر سهم من سهام إبليس، وربما جرك النظر إلى الفعل، والمعصية الكبرى وهي الزنا، فعليك أن تتقي الله وأن تغض بصرك، وأن تحذر شر نفسك وهواك، وهكذا التحدث إليهن لقصد الشهوة أو لقصد النظر إليهن أو لقصد الخلوة بهن أو لأي قصدٍ فاسد، عليك الحذر، أما التحدث في أمورٍ مباحة كسؤال المرأة عن أهلها أو عن أولادها أو سلعة اشتريتها منها أو بعتها عليها -الأمور العادية المعروفة التي ليس فيها فتنة وليس فيها شهوة، وليس فيها نظر إلى ما حرم الله، وإنما هو حديث مباح أو حديث شرعي هذا لا بأس به- أما التحدث الذي يفضي إلى الفساد أو يقصد منه التلذذ بصوت المرأة، والمعرفة لما لديها أشياء أخرى تتعلق بميلك إليها هذا لا يجوز؛ لأنه يفضي إلى شر، وعلى المؤمن دائماً أن يحذر ما حرم الله عليه، ولكن ليست المعصية تبطل الأعمال، وإنما يبطل الأعمال الكفر بالله, الردة عن الإسلام هي التي تبطل الأعمال، كما قال الله سبحانه: وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (88) سورة الأنعام. وقال سبحانه: وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ(5) سورة المائدة. فالكفر بالله والشرك هو الذي يحبط الأعمال، أما النظر أوالغيبة أو النميمة أو الزنا هذا لا يحبط الأعمال ولكن فيه خطر عظيم من جهة أن السيئات متى كثرت يخشى على صاحبها من الطبع على قلبه، ويخشى على صاحبها أن تكون وسيلة إلى كفره وردته، ويخشى على صاحبها في الآخرة أن ترجح سيئاته بحسناته نسأل الله السلامة. بارك الله فيكم،