حكم حفلة (التِّحْوَال)

السؤال: في اليوم الثاني من الزواج يقام حفل عشاء في منزل الزوج (أهل العريس) ويسمى (التحوال): ويصاحب هذا الحفل لدى البعض الضرب بالدف بين النساء؛ فما حكم الشرع في ذلك الحفل؟ أفتونا مأجورين.

الإجابة

الإجابة: الأصل أن الوليمة تشرع في حق الزوج، وتكون في منزله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه لما تزوج - قال: "بَارَكَ اللهُ لَكَ، أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ" (1)، ولكن اعتاد الناس في هذه الأزمنة جعل الوليمة في منزل الولي، وقد تجعل في قصر حفلات، وتكلفتها غالباً على الزوج، ثم إن الزوج بعد ذلك يجعل مأدبة أو طعاماً في منزله؛ إكراماً لأهل الزوجة ولأقاربه، وأرى أن ذلك جائز، وقد ورد حديث: "أن الوَلِيمَة في اليوم الأول سُنَّةٌ، وفي اليوم الثاني كَرَامَةٌ، وفي اليوم الثالث رِيَاءٌ وسُمْعَة" (2)؛ فعلى هذا لا مانع من إجابة الدعوة لليوم الثاني، ولو سمي بالتحوال؛ لكن لا يجوز أن يصحبه ضرب بالدف؛ لوقوعه بعد تمام الزفاف، فإن علم الإنسان فيه منكراً فله الامتناع من الإجابة إلا بشرط إزالة المنكر، والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.



موقع الآلوكة.
(1) البخاري (5155)، وأطرافه عند (2049)، ومسلم (1427).
(2) أحمد (5/28، 371)، والدارمي (2065)، وأبو داوود (3745)، والنسائي في (الكبرى) (6596)، وابن ماجه (1915)، والبيهقي في (الكبرى) (14286، 14289)، والطبراني في (الأوسط) (2116، 7393)، و(الكبير) (8967)، ولفظه عند أحمد (5/28): "الوليمةُ أوَّل يوم حق، والثاني معروف، والثالث سمعة ورياء".
- وأخرجه أيضاً: الترمذي (1097)، والطبراني في (الكبير) 10/164 (10332)، والبيهقي (14289)، بلفظ: "سُنَّة" مكان: "معروف"، والحديث ضعيف لكن يتحسن بشواهده؛ بل صححه بعضهم، انظر: (مصباح الزجاجة) (2/108، 109)، و(عمدة القاري) (20/157، 158)، و(تغليق التعليق) (4/422)، و(سبل السلام) (3/157).