الإجابة:
هذا وضع خطير وشر كبير يجب التنبه له، وقول السائل وفقه الله: إن
هناك أناسًا يشهدون أن لا إله إلا الله ولكنهم لا يصلون إلا في أوقات
معينة؛ كرمضان أو الجمعة أو العيد، هذا فيه تفصيل:
إن كان المراد أنهم لا يصلون مع الجماعة ويصلون في بيوتهم ولا يتركون
الفرائض؛ فهؤلاء قد ارتكبوا أمرًا كبيرًا؛ لأن ترك صلاة الجماعة ترك
لواجب عظيم يأثمون عليه، ويجب الأخذ على أيديهم وإلزامهم بصلاة
الجماعة مع المسلمين، ولكن صلاتهم صحيحة، ولا يخرجون من الإسلام بهذا
العمل الذي هو ترك صلاة الجماعة؛ لأن ترك صلاة الجماعة ترك لواجب لا
يقتضي الردة.
أما إذا كان قصده من ذلك أنم لا يصلون أبدًا، بل يتركون الصلاة تركًا
نهائيًا، فإن هذا ردة عن دين الإسلام، فإن كانوا تركوا الصلاة لأنهم
لا يرَون وجوبها؛ فهذا ردة عن الإسلام بإجماع أهل العلم، وإن تركوها
مع اعترافهم بوجوبها، ولكنهم تركوها تكاسلاً، وداوموا على تركها
متعمدين لذلك؛ فهذا أيضًا ردة على الصحيح من قولي العلماء؛ لأن الصلاة
هي عمود الإسلام، والأدلة على كفر تاركها بدون تفصيل أدلة كثيرة من
الكتاب والسنة.
وعلى كل حال؛ من ترك الصلاة فأمره خطير، وهذا إذا مات على هذه
الحالة؛ فإنه لا تجوز الصلاة عليه؛ لأنه مات على غير الإسلام، ومثل
هذا يُدفَنُ بدون صلاة وبدون إجراءات جنائز المسلمين؛ لأنه يعتبر
مرتدًا عن دين المسلمين، بل لا يُدفَنُ مع المسلمين في مقابرهم؛ لأنه
ليس منهم.
وهذا أمر خطير، والصلاة لا تجب في رمضان فقط أو يوم العيد فقط أو يوم
الجمعة فقط، بل الصلاة جعلها الله عز وجل خمس صلوات في اليوم والليلة،
كما قال عليه الصلاة والسلام""خمسُ صلواتٍ
فَرَضَهُنَّ الله في اليوم والليلة" [رواه أبو داود في
"سننه" (ج2 ص63)، ورواه النسائي في "سننه" (ج1 ص230)؛
كلاهما من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه.]، وكما في قوله
تعالى: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ
عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} [النساء:
103.]، فالصلوات تجب المحافظة عليها في مواقيتها في اليوم والليلة
في جماعات المسلمين في المساجد، هذا هو دين الإسلام، وما ذكره السائل
من التغرير.