صلاة التوبة

شاب يقول: في فترة الشباب المبكر من العمر ارتكبت بعض المعاصي، وقد تبت إلى الله ولله الحمد والشكر، ولكن لا زال في نفسي شيء، وسمعت عن صلاة التوبة، أرجو أن تفيدوني نحو هذا جزاكم الله خيرا؟

الإجابة

التوبة تجب ما قبلها وتمحوه والحمد لله، فلا ينبغي أن يبقى في قلبك شيء من ذلك، والواجب أن تحسن الظن بربك، وأن تعتقد أن الله تاب عليك إن كنت صادقا في توبتك؛ لأن الله يقول: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[1] فعلق الفلاح بالتوبة، فمن تاب فقد أفلح، وقال سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى[2]، وهو الصادق سبحانه وتعالى في خبره ووعده، وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ[3] وَعَسَى من الله واجبة. فعليك أن تحسن ظنك بربك، وأنه قبل توبتك، إذا كنت صادقاً في توبتك نادماً على ما عملت، مقلعا منه، عازما ألا تعود فيه، وإياك والوساوس، والله جل وعلا يقول في الحديث القدسي: ((أنا عند ظن عبدي بي))[4]، فينبغي أن تظن بالله خيراً، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل))[5] خرجه مسلم في صحيحه. أما صلاة التوبة فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث الصديق رضي الله عنه أنه قال: ((ما من عبد يذنب ذنباً ثم يتطهر فيحسن الطهور ثم يصلي ركعتين ثم يتوب لله من ذنبه إلا تاب الله عليه))[6] رواه الإمام أحمد. وبالله التوفيق. [1] سورة النور الآية 31 . [2] سورة طه الآية 82 . [3] سورة التحريم الآية 8 . [4] رواه الإمام أحمد في (مسند المكيين) برقم (15442)، وفي (مسند الشاميين) برقم (16365)، والدارمي في (الرقائق) برقم (2615). [5] رواه مسلم في (كتاب الجنة وصفة نعيمها) برقم (5125) واللفظ له، ورواه أبو داود في (الجنائز) برقم (2706)، والإمام أحمد في (باقي مسند المكثرين) برقم (14053). [6] أخرجه ابن حبان في صحيحه في (كتاب الرقائق)، باب التوبة برقم (623)، وأبو داود في (كتاب الصلاة) برقم (1521)، وابن ماجه في (الصلاة) برقم (1395).نشرت في ( الجزء الرابع ) من كتاب سماحته ( مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ) ، ص ( 227 ) - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الحادي عشر