الموقف تجاه ما يدور في دارفور

السؤال: نسمع جميعنا بما يدور من أحداث في غرب السودان، وما يحدث هناك من قتل ونهب وتعدٍ على الممتلكات العامة والخاصة، وما يراد من وراء ذلك من تقسيم للبلاد، وإشاعة للفوضى، وإثارة للفتنة والعصبية القبلية بين أبناء الدين الواحد من المسلمين. فما هو الموقف الذي يجب أن يقفه المسلم من هذه الأحداث، سواءً ممن حملوا السلاح، أو من الحكومة والجيش؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد تواترت النصوص الشرعية في تعظيم شأن الدماء، فقال الله عز وجل: {من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً}، وقال سبحانه: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق}، وقال جل من قائل: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصيراً}، وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أول ما يُقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء"، وقال عليه الصلاة والسلام: "لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً"، وقال عليه الصلاة والسلام: "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مسلم بغير حق"، وقال: "لا يحل دم امريء مسلم يشهد ألا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة".

وكذلك التعدي على أموال المسلمين بالنهب والسلب وأكلها بالباطل من كبائر الذنوب، وقد قال الله عز وجل: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل}، وقال عليه الصلاة والسلام: "لا يحل مال امريء مسلم إلا بطيب نفس منه"، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن المفلس هو: "من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وصدقة، ويأتي وقد شتم هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته، حتى إذا فنيت حسناته طُرح عليه من سيئاتهم ثم طرح في النار".

.. وعليه فإن الأحداث الواقعة في غرب السودان: من اقتتال وسفك للدماء وانتهاب للأموال لهي مما يُغضب الله ورسوله، ويقتحم بها أصحابها آثاماً عظيمة، وإن الواجب على كل مسلم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويسعى في الإصلاح بين الناس؛ عملاً بقول الله عز وجل: {إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم}، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أدلكم على ما أفضل من الصلاة والصيام والصدقة؟ إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر بل تحلق الدين"، وعلينا أن نبيّن لمن حملوا السلاح خطورة ما فعلوا وإثم ما عملوا، ونوصي أولي الأمر كذلك بوجوب الإسراع في رأب الصدع ورد المظالم وكف البغاة؛ حتى ينعم الجميع بالأمن والإيمان، ونسأل الله عز وجل أن يحقن دماء المسلمين ويصلح ذات بينهم، ويكفيهم شر كل ذي شر إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين، والحمد لله رب العالمين.



نقلاً عن شبكة المشكاة الإسلامية.