الإجابة:
الحمد لله
جاء في البخاري (5065) ومسلم (3384) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود
قَالَ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : « يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ
مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ
وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ
فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ » أي : قاطع للشهوة مضعف لها .
وعلى هذا فلو تيسر للإنسان أسباب الزواج ومؤونته فعليه أن يبادر
بالزواج لما في ذلك من المصالح الكثيرة التي نبّه عليها النبي صلى
الله عليه وسلم ، من غَضِّ البصر وحفظ الفرج وتكثير الأمة والسلامة من
الفتن والفساد ....
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : " لو لم يبق من أجلي إلا عشرة أيام ،
وأعلم أني أموت في آخرها يوماً ، ولي طَول النكاح فيهن لتزوجت مخافة
الفتنة "
وقال الإمام أحمد رحمه الله : " ليست العُزْبَة من أمر الإسلام في شيء
"
وإذا كنت تخشى على نفسك العنت ، والوقوع في المحظور فحينئذ يجب عليك
الزواج .
وفي هذه الحال ينصح الوالد بتزويج ابنه وعدم الوقوف في طريق عفته
وحفظه من الفتن .
قال ابن قدامة رحمه الله : والناس في النكاح على ثلاثة أضرب ، منهم من
يخاف على نفسه الوقوع في محظور إن ترك النكاح ، فهذا يجب عليه النكاح
في قول عامة الفقهاء ، لأنه يلزمه إعفاف نفسه وصونها عن الحرام ،
وطريقه النكاح .. إلخ " المغني (9/341)
وعليك بالتلطف والرفق مع الوالدين ومحاولة إقناعهما بحاجتك إلى الزواج
، وأن ذلك لن يتعارض مع ما يريدانه منك في المستقبل ، ويمكنك أن
تستعين بالعقلاء من أقاربك من إقناع والديك .
ومما يحمد عليه السائل ما يقوم به من عدم الخروج إلى أماكن الفتن وعدم
إشباع شهوته بالحرام ، ونسأل أن يثبتك على دربك وأن يوفقك لزواج صالح
تقرَ به عينك وعينا والديك ، إنه سميع قريب مجيب .
والله تعالى الموفق .