حكم السفر إلى القبور للتبرك بها وتقديم النذور إليها

نرجو إفادتنا عن شيخ عندنا في البلاد له أتباع كثيرون، يتفانون في خدمته وطاعته والسفر إليه، معتقدين أنه من أولياء الله، فيأخذون منه الطريقة السمانية الصوفية، وتوجد قبة كبيرة لوالده يتبرك بها هؤلاء الأتباع، ويضعون فيها ما تجود به أنفسهم من النذور ويقيمون الذكر لضرب الدفوف والطبول والأشعار، وفي هذا العام أمرهم شيخهم بزيارة قبر شيخٍ آخر، فسافروا رجالاً ونساءً في مائة سيارة، كيف توجهونهم؟

الإجابة

هذا منكر عظيم, وشر كبير فإن السفر إلى زيارة القبور منكر, يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد, المسجد الحرام ومسجدي, هذا والمسجد الأقصى), ولهذا لا تشد إلى زيارة القبور, وإنما تشد للمساجد الثلاثة بقصد القربة والطاعة, ثم التقرب لأصحاب القبور بالنذور, أو بالذبائح, أو بالصلوات, أو بالدعاء, والاستغاثة كله شرك بالله- عز وجل- فلا يجوز للمسلم أن يدعوا صاحب قبر ولو كان عظيماً, كالرسل عليهم الصلاة والسلام, ولا يجوز أن يستغيث به, كما لا يجوز أن يستغيث بالأصنام, ولا بالأشجار, ولا بالكواكب فهكذا أصحاب القبور ليس لأحد أن يستغيث بهم, أو ينذر لهم أو يتقرب إليهم بالذبائح, أو النذور كل هذا من المحرمات الشركية, كذلك لعبهم بالدفوف, وتقربهم بالدفوف التي يفعلها كثير من الصوفية كل هذا بدعة ومنكر وليس في عبادة الله التقرب الدفوف لا في القبور, ولا في المساجد, ولا في غير ذلك, وإنما يشرع الدف للنساء في العرس إظهاراً للنكاح, أنه نكاح وليس بسفاح, كذلك البناء على القبور منكر النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن تجصيص القبور, والبناء عليها, والقعود عليها, كما رواه مسلم في الصحيحين من حديث جابر - رضي الله عنه - قال: (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجصص القبر, وأن يقعد عليه, وأن يبنى عليه), وقال عليه الصلاة والسلام: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) فلا يجوز البناء على القبور لا مساجد ولا غيرها، يجب أن تكون واحدة مكشوفة ليس عليها بناء، ولا يجوز التبرك بها في القبور وأهلها التمسح بهم، كما لا يجوز دعائهم والاستغاثة بهم والنذر لهم والذبح لهم، كل هذا من عمل الجاهلية، فالواجب على أهل الإسلام الحذر من ذلك، والواجب على أهل العلم أن ينصحوا هذا الشيخ، وأن يعلموه أنه في عمل باطل وأنه منكر، وأن حثه للناس وترغيبه للناس في دعوة الأموات والاستغاثة بالأموات أن هذا هو الشرك الأكبر نعوذ بالله، ويجب على المسلمين أن لا يقلدوه ولا يتبعوه ولا يغتروا به........ فالعبادة حق الله وحده، هو الذي يدعى ويرجى، كما قال سبحانه: فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) سورة الجن، وقال سبحانه: وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) سورة المؤمنون، سماهم كفرة بدعوة غير الله من الجن والملائكة والأنبياء وأصحاب القبور أو الكواكب أو الأصنام، كل هذه دعوتها مع الله شرك أكبر، هكذا يقول سبحانه وتعالى: وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ (106) سورة يونس، يعني المشركين، وعلى جميع من يستطيع إنكار هذا المنكر أن يساهم في ذلك، وعلى الدولة إذا كانت مسلمة أن تمنع ذلك، وأن تعلم الناس ما شرع الله لهم وما أوجب عليهم من أمر الدين، حتى يزول هذا المنكر، وحتى يزول هذا الشرك، نسأل الله الهداية للجميع. مستمعي الكرام....