هل سن رسول الله القنوت في صلاة الفجر؟

هل سن لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الفجر القنوت، وقد سمعت أن هناك حديثاً عن أنس -رضي الله عنه- قال: (ما زال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقنت حتى فارق الدنيا)؟

الإجابة

نعم، هذا معروف لكنه ضعيف، ولم يشرع عن النبي -صلى الله عليه وسلم- القنوت في الفجر، ولا في غيرها، إنما القنوت في الوتر يشرع القنوت في الوتر خاصة، إلا إذا قنت الناس للنوازل، للحاجة نزلت بالمسلمين، مثل قصة نزول حادثة صدام وعدوانه على الكويت، أو مثل كفار آخرين يحاصرون بلداًً إسلامية، هؤلاء يقنت بالدعاء لهم، في الفجر وغيرها، ويسمى قنوت النوازل، وهو الدعاء على الكفار إذا أحدثوا حدثاً على المسلمين، قتلوا منهم أحداً، أو حاصروا بدلاً، أو ما أشبه ذلك، النبي قنت على الكفار يدعوا عليهم -عليه الصلاة والسلام- في الفجر وغيرها -عليه الصلاة والسلام-، أما اتخاذ القنوت دائماً في الفجر، أو غيرها، فهذا غير مشروع، وقد ثبت عن طارق بن أشيم أن ولده سعد سأله قال: (يا أبتِ صليت خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وصليت خلف أبي بكر، خلف عمر، وخلف عثمان، وخلف علي ها هنا في الكوفة، أفكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال له طارق: أي بني محدث)، خرجه أهل السنن إلا أبا داوود بإسناد صحيح، فهذا يدل على أن القنوت في الصلوات من دون سبب ليس مشروعاً، وأما حديث أنس، فهو ضعيف، ولو صح لكان معناه طول القيام، كان يطول في الصبح أكثر كما قال ابن القيم -رحمه الله-، كان وقوفه في الصبح في الركعتين للقراءة بعد الركوع كان أطول من غيره في الذكر الذي بعد الركوع لا على سبيل القنوت، بل كان يمد في ذلك؛ لأن السنة في الفجر أن تكون أطول من بقية الصلوات، لو صح. جزاكم الله خيراً