كيف العمل مع زوجة الوالد التي تحرضه عليَّ

أنا متزوج ووالدتي متوفية ولي زوجة أب ظالمة علي وعلى زوجتي، ودائماً تحرض والدي علي، وتختلق المشاكل والفتن، ولا تدعنا نعيش بوئام وسلام، وأنا موظف وراتبي لا يكفيني، ومع هذا فنصف الراتب أعطيه لوالدي، وأكون مديناً كل شهر لبعض الناس ووالدي لا يعلم، وهذا كله بفعل زوجة أبي ومكرها، وأنا دائماً أدعو الله أن يفرج هذا الهم عني وأقول: لولا مخافة الله لأقتلنها شر قتله، وللأسف هي تصلي، أريد من فضيلتكم توجيهي بما أفعل؟

الإجابة

هذا من البلاء والامتحان، والله يقول -جلا وعلا- في كتابه العظيم: وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [(168) سورة الأعراف]. ويقول - سبحانه وتعالى- : وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [(155) سورة البقرة]. ويقول -جل وعلا-: وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [(35) سورة الأنبياء]. هذه من البلايا والمحن قد يبتلى بها الناس ولاسيما المسلم قد يبتلى بمثل هذا، فعليك أن تعاملها بالخير، وأن تصبر على هذا الأذى حتى يفرج الله وأن تدعوا الله لها بالهداية، وأن يكفيك شرها إذا أساءت إليك فادعوا الله أن يصلح حالها وأن يهديها وأن يكفيك شرها وأن يعافيك من بلائها وعاملها بالكلام الطيب واللطف وهكذا زوجتك مرْها بأن تعاملها بالخير لعل الله يكفيكم شرها بسبب عملكم الطيب وإحسانكم وهي زوجت أبيك ولها حق عليك ولأبيك حق عليك فراعي حق والدك وأحسن إليه وإليها بالكلام الطيب والفعل الطيب منك ومن زوجتك، وأبشر بأن الله سيفرج الحال إما بموتها وإما بهدايتها وإما بطلاق أبيك لها، أنت إذا أحسنت فأبشر بالخير، الله -جل وعلا- يقول: هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ [(60) سورة الرحمن]. ويقول - سبحانه وتعالى - : إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ [(128) سورة النحل]. فربك - سبحانه وتعالى - عليم جواد كريم يعلم حالكما ولا تخفا عليه حالكما، فأحسن إلى هذه المرأة المسيئة، وادعوا الله لها بالهداية واصبر على ما حصل منها وأوصي زوجتك بالإحسان إليها والرفق بها والكلام الطيب معها حتى يفرج الله الكربة، فإن لم يتسر رجوعها إلى الصواب ولم تكف شرها فأخبر والدك بشأنها، واستأذن منه أن تكون في بيت وحدك حتى يعذرك، تنتقل إلى بيت وسوف يعينك الله، واصبر، ولو تدينت، ولو أخذت ديناً من الناس. انتقل على بيت وحدك حتى تتخلص من شرها، وأخبر والدك بالحقيقة، وأن رأيت في إخباره مضرة عليك فلا تخبره، وأستأذنه بأنك محتاج إلى الانتقال لأسباب لا تستطيع أخباره بها، وانتقل وأسأل ربك العون والتوفيق، ولو تدينت من الناس بعض الدين، فقد قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم - : (من أخذ أموال الناس يريد أدائها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله). خرَّجه البخاري في الصحيح. فإذا اقترضت من إخوانك ما يعينك على البيت وأنت في نيتك أنك توفي، فإن الله يقضي عنك - سبحانه وتعالى – ويرضي عنك أباك، فاستعن بالله، واستخر الله، واعمل ما تراه الأصلح،- نسأل الله لنا ولك التوفيق-