من مسائل عقوق الوالدين

في الواقع أفيدكم أن لي أخت من الأم وقد تزوجت من رجل فأنجبت منه بنتاً ثم طلقها، ثم تزوجت من رجل آخر لا تريده ولا نحن أيضاً نريده، خاصة والدتي، ولكن إخوانها من الأب هم الذين أجبروها، فعندما حضر زوجها رفضت والدتي أن تذهب إليها، وأن تشير على أختي، وبعد ذلك سكن بجوارنا ولم يخبرنا فعندما علمت والدتي أتت إليهم لكي ترى أختي، فقالت أختي لوالدتي: أنت لست والدتي لأنك لم تأتيني في الزواج، فقالت والدتي: أنا لم آتيك إلا لأراك ولزيارة الرحم، وبعد وقت قصير سافر بها زوجها إلى مدينة بعيدة منا، وقد حرم والدتي من رؤية ابنتها، ومن رؤيتنا إليها نحن أيضاً، ولم يخبرنا بالعمل الذي هو فيه، ولم يخبرنا بالتلفون لكي نتصل أو تتصل والدتي وتطمئن إليها، علماً بأن أختي قد قالت لوالدتي عندما أسافر أجعلك تبكين علي وأنت التي ترسلين علي، فنرجو من فضيلتكم ماذا تفعل والدتي، هل والدتي حقاً لها أن ترسل إليها، علماً بأن للوالدين حقاً علينا نحن الأبناء، وأن الرسول قد خص بالأم أحق من الأب؟ نرجو الإفادة وفقكم الله.

الإجابة

على كل حال الوالدة لها حق كبير، وبرها واجب، وبرها أعظم من بر الأب، النبي - صلى الله عليه وسلم -لما سئل: قال يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك. فلها ثلاثة الأرباع وله الربع. لكن هذه البنت يعني أساءت التصرف، وذهبت ولم تقابلها ولم توادعها ولم تخبرها بمكانها، فلا حرج على الوالدة في هذه الحالة إذا لم تكتب إليها، فإنها لا تعلم مكانها فلا حرج عليها في هذه الحال، والواجب على البنت التي سافرت أن تكتب لأمها وأن تسأل عن حالها، وأن تدعو لها كثيراً، وأن تصلها، يعني هذا من البر، فالإثم على البنت التي قصرت في حق والدتها إذا لم تكتب إليها ولم تراسلها ولم تصلها، أما الأم فلا شيء عليها في هذه الحالة لأنها لا تعلم مكانها وحقها أكبر، فإن احتسبت هي الأم وسألت عنها حتى تعرف مكانها وكتبت إليها وكلمتها بالهاتف، تسألها عن حالها، هذا عمل طيب ومن صلة الرحم ولها أجر كبير في ذلك، وإن قصرت بنتها فهي لا تقصر وتفعل ما هو أحسن، لأن الرسول عليه السلام قال: (ليس الواصل بالمكافي ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)، هذا الواصل في الحقيقة، الواصل الكمال هو الذي يصل من قطعه، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام:(ليس الواصل بالمكافي ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها).