الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإنَّ مَن في الفضاء يتَّجه -يَسْتقبِل- في صلاتِه إلى جهةِ الأرض؛ لأنَّ قِبْلتَه في تلك الحال هي الأرض، والله سبحانَه يقول: {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144]،

وشطْرُ الشيء جِهتُه، وجهةُ الكعبة -بالنِّسبة لهم- هي الجهة التي فيها الأرض.

فلو قدِّر أنَّ مسلمًا سافر عبْر الفضاء، فهو مُلزَم بالفرائض كغيْرِه من المسلمين، ولا تسقُطُ عنْه الصَّلاةُ، وإن كان يشرع له القَصْر والفِطْر في رمضان؛ لأنَّه مسافر.

فإن كانوا في حالٍ يتمايز لَهم اللَّيلُ من النَّهار، في ظرْف أربعٍ وعشرين ساعةً - فإنَّهم يُلزمون بالصَّلاة، حسب الطُّلوع والغُروب للشَّمس.

وأما الصوم فإنهم يعدُّون مسافرين، فالأولى أن ينتظروا حتى يرجعوا لبلادهم ويصوموا.

وأمَّا إن كان النَّهار يستمرُّ معهم، أو يطول اللَّيل ويستمرُّ أكثر من أربع وعشرين ساعةً - فعليْهم أن يُقَدِّروا للصَّلوات أوقاتَها ويحدِّدوها، معتمِدين في ذلك على أقرب نقطة من الأرض إليْهم، تتمايز فيها أوقات الصلواتِ المفروضة بعضها عن بعض،، والله أعلم.