ما حكم من زنا في نهار رمضان

السؤال: أريد أن أعرف من فضيلتكم حكم شخص قد زنا في نهار رمضان.

الإجابة

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:

فلا شك أنَّ ما ارتكبه هذا الشخصُ من أكبر الكبائر، وأقبح القبائح التي تكشف عن رقةِ دينه، وضعفِ إيمانه، وجرأتِهِ على الله عز وجل؛ بالوقوع في كبيرتين: الإفطار في نهار رمضان وانتهاك حرمة هذا الشهرالمبارك، والزنا فيه.

ولكن من رحمة الله تعالى بعباده أنه فتح باب التوبة، ووعد التائبين حقًّا بقبول توبَتِهم وتكفير ذنوبهم مهما بلغتْ، قال الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]، وقال الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].

فالواجب على هذا الشخص المسارعة بالتوبة إلى الله تعالى، والاستغفار، والندم على فعلته الشنيعة، والعزم على عدم العود، مع الإكثار من أعمال البر؛ قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 115].

أمَّا ما يترتب على من زنا في نهار رمضان من الأحكام في الدنيا، فإنه يُقام عليه حدُّ الزنا من جَلْدٍ أو رَجْمٍ حَسَبَ حالِه، ولا يُقامُ عليْهِ الحَدُّ إلا إذا رُفِعَ إلى السلطان ببينة أو إقرار منه، والأفضلُ له أن يَسْتَتِرَ بِسِتْرِ الله، ولا يُطْلِعَ أحدًا على ما حصل منه، وعليه كفَّارةٌ مُغَلَّظة؛ وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع أطعم ستين مسكينًا، ومن المعلوم أن عتق الرقبة لا يوجد الآن ، فعليه إذاً أن يصوم شهرين متتابعين.

وراجع فتوى: "شروط التوبة من الزنا في نهار رمضان" والله أعلم.