حكم منع الأهل من إنكار المنكر لموقف حدث له

إنها كانت تعمل ممرضة في وحدة مدرسية، أنكرت منكراً رأته في عملها فكان سبباً لطردها من العمل وكان سبباً لتعاستها ولمتاعب نفسية وأصبحت أيضاً تنهى أولادها عن أن ينكروا أي منكر وترجوا التوجيه؟

الإجابة

لا شك أن هذا غلط كبير بل الواجب عليها إنكار المنكر, ولا يرضها كونها طردت أو استغني عنها, فقد أرضت ربها-جل وعلا-,وفعلت ما ينبغي لها والأمور بيدي الله-سبحانه وتعالى-, ولهذا يقول -صلى الله عليه وسلم-: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان), والله يقول في كتابه العظيم-سبحانه وتعالى-: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ, ويقول- جل وعلا-: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ, فإذا فعل ذلك طاعة لله والتماساً لمرضاته فإن العاقبة تكون حميدة ولا يضرها ما فعلوه سوف يغنيها الله عن ذلك, وسوف يكسبها ما يغنيها عما طردت عنه وما أقيلت منه فالله هو الرزاق-جل وعلا-وبيده الخير كله-سبحانه وتعالى-, وهو القائل-عز وجل-: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ, وهو القائل- سبحانه-: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا, فعلى المؤمن وعلى المؤمنة تقوى الله-جل وعلا-, وعلى المدرسة والطبيبة تقوى الله, وعلى كل مؤمن تقوى الله في إنكار المنكر, والدعوة إلى الخير بالحكمة والكلام الطيب وليس لها أن تنهى أولادها عن إنكار المنكر بل توصيهم بإنكار المنكر والأمر بالمعروف لكن بالحكمة والكلام الطيب والأسلوب الحسن لا بالشدة والعنف والغلظة ولا بالفعل بل بالقول؛ لأنه لا يستطيع الفعل إلا أولو الأمر ومن فوض له هذا الأمر, أو الإنسان في بيته مع أهله قد يستطيع ذلك بالفعل, أما مع الناس يكفي أن ينكر باللسان ويقول يا أخي اتق الله هذا لا يجوز هذا منكر إذا كان يعرف ذلك إذا كان عنده علم, أما إذا ما كان عنده علم فليس عليه الإنكار, إنما ينكر من كان عنده علم وأن هذا نهى عنه الله-سبحانه وتعالى والله المستعان-.