توجيه للأئمة حول المحافظة على السنن الراتبة

إذا كان إمام المسجد ينتظر في بيته ولا يحضر إلى المسجد إلا عند الإقامة، ولا يشتغل في البيت بصلاة نافلة أو قراءة قرآن، فهل الأفضل له التبكير إلى المسجد قبل الإقامة؟

الإجابة

هذا لا نعلم فيه حداً محدوداً، ولا سنة واضحة، بل الأمر يرجع إلى الإمام فإن رأى أن حضوره إلى المسجد أصلح لقلبه وأنفع للناس ليقرأ ويصلي ما تيسر ويقرأ، وربما كان عالماً فيفتي الناس بما يسألونه عنه ونحو ذلك كان ذلك أفضل، وإذا رأى أن بقائه في البيت أصلح له، يقرأ في بيته، ويصلي الرواتب في بيته، ثم يأت عند إقامة الصلاة كما هو الغالب من فعل -عليه الصلاة والسلام-. المعروف من فعله -عليه الصلاة والسلام- أنه كان يبقى في البيت فإذا جاء وقت الإقامة خرج إلى الناس -عليه الصلاة والسلام-، هذا هو الأصل في الإمام يبقى في بيته، ويشتغل بما يسر الله له من قراءة أو علم أو صلاة نافلة ونحو ذلك، ويحرص على الراتبة التي شرعها الله أربع قبل الظهر، وثنتين بعدها، وثنتين بعد المغرب وثنتين بعد العشاء، وثنتين قبل صلاة الصبح هذه رواتب حافظ عليها النبي -عليه الصلاة والسلام-، فإن فعلها الإمام في البيت، وفعل ما يسر الله له من الخير: دراسة القرآن، أو قراءة علم، أو تحفظ شيء ينفعه من العلم أو القرآن، فكل هذا طيب. فالأصل أن الإمام يبقي في البيت لأمر النبي -عليه الصلاة والسلام-، ثم يأت وقت الإقامة، ويقيم الصلاة، فإذا رأى في حالة من الحالات، في قرية من القرى أو في بلد من البلدان أو مجيئه إلى الناس قبل الصلاة ينتظرها مع الناس في المسجد، يصلي ما كتب الله له مما شرع الله، ويقرأ القرآن، أو يسبح ويهلل في محل من المسجد حتى يحضر وقت الإقامة، كل هذا لا بأس به. والخلاصة أن الأصل والأفضل أن يكون في البيت، حتى يأتي وقت الإقامة اقتداء بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، فإذا حصل له أمر آخر يقتضي أنه يحضر في المسجد، وأن في ذلك مصلحة راجحة على بقائه في البيت فلا أعلم في هذا بأساً، بل ينبغي له أن يتحرى ما هو أقرب إلى المصلحة والنفع للمسلمين.