كيفية وضع الأيدي في الصلاة

أخبرك ويشهد الله على ذلك أني أحبك، سماحة الشيخ سؤالي هو: ورد في كيفية وضع اليدين في الصلاة أن يضع المصلي كفه الأيمن على كوعه الأيسر، ما هو الكوع المذكور؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فأقول أولاً : أحبك الله الذي أحببتنا له, وأسأل الله أن يجعلنا جميعاً من المتحابين في جلاله، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعاً، وأن يثبتنا على دينه إنه سميع قريب. نعم جاءت السنة عن النبي - صلى الله عليه وسلم –أنه في حال قيامه يضع كفه اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد، وفي بعضها على كوعه، والكوع هو العظم الذي يلي الإبهام، وما يلي الخنصر يقال له كرسوع، والمعنى أن يضع يده على مفصل الكف من الذراع فيكون وضع اليمنى على كفه اليسرى وعلى رسغها، وعلى ساعدها، هذا هو السنة في حال قيام في الصلاة، وهذا يعم الرجال والنساء، وليس هناك دليل على تخصيص المرأة بشيء بل السنة عامة، فإذا كان المصلي واقفاً جعل يده اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد كما ثبت ذلك في حديث وائل بن حجر - رضي الله عنه – عن النبي-عليه الصلاة والسلام-، وجاء في حديث سهل بن سعد أنه كان الرجل يؤمر على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم – أن يضع يده اليمنى على ذراع اليسرى في الصلاة، وهذا يحتمل أن يكون في بعض الأحيان يضعه على الذراع، ويحتمل أنه أراد ما أراده وائل بأنه إذا وضعه يده على الرسغ والساعد فقد وضع يده على الذراع، لأن الساعد هو الذراع فيكون كفه على الرسغ والكف وأطراف أصابعه على الساعد، فيجتمع الحديثان، ولا يكون بينهما اختلاف، وبكل حال فالسنة أن يضع يده اليمنى حين قيامه في الصلاة سواء كان هذا قبل الركوع أو بعد الركوع، يقول الراوي: يضع كفه اليمنى على كفه اليسرى وعلى رسغه وساعده في الصلاة هذا هو السنة، فإذا ركع وضع يديه على ركبتيه وفرج بين الأصابع وسوى ظهره حتى يرفع فإذا رفع أعاد يديه كما كان قبل الركوع يضع كفه اليمنى على كفه اليسرى وعلى الرسغ والساعد حتى يسجد، هذا هو المعتمد وهذا ما دل عليه حديث وائل وحديث سهل بن سعد، وحديث قبيصة بن...عن أبيه، ودل عليه أيضاً ما ثبت عن طاووس مرسلاً من وضع النبي يده اليمنى على كفه اليسرى في حال القيام- عليه الصلاة والسلام-، وأما من قال أنه يرسل اليدين حال القيام فلا دليل له بذلك بل هو خلاف السنة، وهكذا من قال يرسلهما حال قيامه بعد الركوع لا دليل له على ذلك، والأصل أنهما على حالهما قبل الركوع، والنبي - صلى الله عليه وسلم – كان إذا رفع رأسه من الركوع اعتدل حتى يعود كل فقار إلى مكانه-عليه الصلاة والسلام-، وكان يقوم قياماً طويلاً حتى يقول القائل قد نسي، فدل ذلك على أنه إذا رفع من الركوع يعيد يديه كما كانتا، يضع اليمنى على اليسرى حال قيامه على صدره، النبي- عليه الصلاة والسلام- كما كانت قبل ذلك قبل الركوع، وعلى من زعم خلاف ذلك أن يأتي بالدليل، وإلا فالأصل أن ما بعد الركوع في حال القيام يكون مثل ما قبل الركوع هذا هو الأصل، وهذا هو ظاهر السنة الثابتة عن رسول-عليه الصلاة والسلام-.