حكم قراء الأذكار بعدد معين

إنها تداوم على بعض الأذكار يومياً، مثلاً تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله مائة مرة, وحسبنا الله ونعم الوكيل مثل ذلك, وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم مثل ذلك, اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات, ولا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير, تقول: وأنا أصلي على المصطفى مثل ذلك, وأقول أيضاً: رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم، ما صحة هذا؟ مأجورين.

الإجابة

الإكثار من الذكر مطلوب في كل وقت، ولا سيما في الصباح والمساء، التسبيح, والتهليل, والتحميد, والتكبير, والاستغفار, والدعاء صباحاً ومساء هذا مشروع، الله –حل وعلا- مدح عباده لهذا، وقال-سبحانه-: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ(قّ: من الآية39)، وقال: فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (الروم:17)، فالإنسان مأمور بهذا، أن يكثر من ذكر الله بكرة وعشيا، وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة الحث على هذا والترغيب في هذا، لكن العدد الوارد ثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من قال حين يمسي وحين يصبح، سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)، يعني إذا تجنب الكبائر، كما في الأحاديث الأخرى، فيستحب أن يقول الإنسان في الصباح والمساء سبحان الله وبحمده، أو سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة، صباح ومساء، كذلك يذكر الله مائة مرة كل يوم، يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (من قال لا إله إلا وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة كانت له عدل عشر رقاب، وكتب الله له مائة حسنة، ومحى عنه مائة سيئة، وكان في حل من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا رجل عمل أكثر من عمله)، ويقول-صلى الله عليه وسلم-: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربع أنفس من ولد إسماعيل)، فيشرع للمؤمن والمؤمنة الإكثار من ذكر الله, ومن التسبيح، والتهليل, والدعاء، وينبغي أن يؤتى بهذا الذكر مائة مرة كل يوم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة، وإذا زاد أكثر من ذلك مئات المرات فهو على خير، وهكذا سبحان الله وبحمده مائة مرة صباح ومساء، وإذا أكثر من ذلك فكله خير، لكن إذا أتى بمائة فيها الحديث المذكور، وإذا سبح كثيراً، وذكر الله كثيراً في أوقاته في ليله ونهاره كله خير، يقول الله-جل وعلا-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً*وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً(الأحزاب:42)، ويقول-جل وعلا-: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الأحزاب:35), وقال النبي- صلى الله عليه وسلم-:(كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)، وقال- عليه الصلاة والسلام-: (أحب الكلام إلى الله أربعا، سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله، والله أكبر، وقال-عليه الصلاة والسلام-: (الباقيات الصالحات سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله). وجاءه أعرابي فقال: يا رسول الله! علمني شيء ينفعني، قال: قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم، فقال أعرابي: يا رسول الله! هذا لربي فما لي؟! قال: قل: اللهم اغفر لي, وارحمني, واهدني ورزقني)، رواه مسلم في الصحيح.