الإجابة:
الحمد لله
شكر الله لك أيتها السائلة غيرتك على دينك ورغبتك في دعوة غيرك ولكن
ينبغي عليك العلم بأنه لا يجب على المرأة دعوة الرجال مباشرة من غير
المحارم ، لما في ذلك من الفتنة .
وننصحكِ أيتها السائلة - وغيرك من النساء - بتربية النفس على طاعة
الله ، والقيام بحقوق الله تعالى ، وحقوق الزوج والأهل والأولاد ،
والقيام بالدعوة إلى الله في مجتمع النساء بقدر الاستطاعة ، إما
بإلقاء كلمة أو قراءة كتاب أو إهداء شريط أو كتاب نافع . أو عقد حلقة
شرعية إن كان لديك علم كافً وكذلك الإنكار على صاحبات المنكر ، وتقديم
النصيحة والموعظة لأخواتك النساء والمساهمة في حل مشكلاتهم الاجتماعية
ونحو ذلك .
وأما إحجامك عن الدعوة بسبب الخجل فهذا غير مسوغ لترك الدعوة - وهو من
الخجل المذموم - ولكن اعلمي بأن كل عمل يعمله الإنسان فإنه يكون صعباً
في البداية ومخجلاً أحياناً ، ولكن إذا ما استمر فيه الإنسان فإنه
يكون سجيةً له ، وأمراً طبيعياً بالنسبة له ، بل قد يصل إلى درجةٍ لا
يستغني فيها عن هذا العمل ، فعليك بالمجاهدة والصبر ؛ لأن الدعوة إلى
الله - ومنها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - تحتاج إلى صبر لقوله
تعالى : { والعصر إن الإنسان لفي خسر
إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر
} فالصبر على الدعوة من أخلاق المؤمنين بل هو من أسباب النجاة من
الخسران المبين والذي لا ينجو منه إلا من استثناهم الله في هذه السورة
، وهم مَنْ جَمَعَ أربعة أوصاف :
1- الإيمان ، والذي لا يحصل إلا بالعلم بالله وبرسوله وبدين الإسلام
.
2- العمل بهذا العلم .
3- الدعوة إلى هذا العلم .
4- الصبر على الأذى في سبيل العلم والعمل به والدعوة إليه .
وأما الدعوة عن طريق الإنترنت فهي أمر مطلوب ، ولكن النصيحة لكِ ولكل
فتاة بالبعد عنه لما فيه من المزالق التي قلما ينجو منها إلا من عصمه
الله ، وهناك من الناس من تفرغوا للقيام بهذه المهمة العظيمة ، والتي
تحتاج إلى علم راسخ تُردُ به الشبهات ، وإيمان صادق تُرد به الشهوات ،
وأما إن دخله مَن فقد هذين السلاحين أو أحدهما فقلما ينجو من الفخ .
فإذا توفر لديك هذان الشرطان فإن بإمكانك الدخول في هذا المجال
.
ثم إنك قد أحسنتِ صنعاً أيتها السائلة عندما قمت بارتداء الحجاب ،
الذي هو واجب على المسلمة لقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ
وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ
جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ
وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً } [ الأحزاب : 59 ]
فقد ذكر الله في هذه الآية الحكمة من الحجاب وهو صيانة المرأة به عن
أذى الفساق .
وعليك بالبعد عن مجتمع السوء وأصحاب السوء ، والإعراض عن الجاهلين .
والحمد لله رب العالمين .