حكم الأكل من مال الذي لا يصوم ولا يزكي

والدي لم يبدأ الصلاة إلا في رمضان الماضي مع أنه في الخمسين من عمره، ولم يصم في حياته شهراً من أشهر رمضان، وحجته التي يحتج بها أنه لا يتحمل الجوع والعطش، وقد نصحناه بأن حكمة الصوم في الجوع والصبر لكنه لم يقتنع، كما أنه لا يزكي رغم نصحنا له، ويقول: بأنه يعطي بعض المحتاجين بين وقت وآخر، وبينا له الفرق بين الزكاة والصدقة لكنه يصر على موقفه، كما أنه يرتكب بعض الأعمال المحرمة، ونحن نسمع في هذا البرنامج مثل الحلف على السلعة عند بيعها، فهل أكلنا من ماله حلال أم أنه حرام علينا، علماً بأننا صغار ولا نملك مصدراً للرزق إلا عن طريقه وهو لا يبخل علينا بشيء، أفيدونا جزاكم الله خيرا.

الإجابة

الواجب على هذا الرجل التوبة إلى الله، والمبادرة إلى الصلاة والحمد لله الذي هداه وبدأ إلى الصلاة في رمضان فعليه أن يستمر وأن يتوب إلى الله مما سلف، والتوبة تجب ما قبلها، التوبة تجب ما قبلها فلا صلاة عليه ولا صوم عليه عن الماضي لأنه في حالة الماضي كافر بترك الصلاة فإذا منّ الله عليه بالتوبة واستقام على الصلاة فعليه أن يزكي في المستقبل، ويصوم رمضان في المستقبل، وعليكم أن تساعدوه على ذلك بالنصيحة والتوجيه والكلام الطيب والأسلوب الحسن لا بالعنف والشدة، كما أنه ينبغي لكم أيضاً أن تستعينوا في ذلك بالطيبين من أقاربكم كأخواله أو أعمامه أو أبيه إن كان له أب طيب حتى يساعد في هذا الأمر، والله يقول جل وعلا: وتعاونوا على البر والتقوى. ويقول سبحانه: والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. فتوجيهه إلى الخير وتعليمه ونصيحته من التواصي بالحق، والرسول يقول – عليه الصلاة والسلام - : الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قيل لمن يا رسول الله: قال: لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم. وقال صلى الله عليه وسلم: المؤمن مرآة أخيه المؤمن. ويقول عليه الصلاة والسلام لما بايعه جرير يقول جرير رضي الله عنه يقول جرير بن عبد الله البجلي: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم. فأنتم لكم حق عظيم أن تنصحوه بالأسلوب الحسن والكلام الطيب، والرفق وأن تلتمسوا من يساعده في ذلك من الأقارب والأصدقاء حتى يستمر في الصلاة إن شاء الله ويستقيم..