صوم يوم عرفة للحاج

يأتي أناس لأحد القبور لدينا من جميع البلدان، ويقفون عند هذا القبر، بل ويقيمون لفترة لا تقل عن أسبوع، ويعملون حلقات الذكر، فكيف نوجه هؤلاء، وبم توجهونهم؟ جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم؟.

الإجابة

هذا بدعة ومن وسائل الشرك ، يوجهون بأن لا يجوز لهم هذا المشروع أن يأتوا للسلام والزيارة فيسلمون على أهل القبور ، ويدعون لهم ثم ينصرفون ، أما الجلوس عندهم لإقامة دروس ، أو قراءة القرآن أو لأجل الدعاء يوم أو يومين أو أقل أو أكثر هذا لا يجوز ليس من سنته - عليه الصلاة والسلام- إنما يسلم ويدعو لهم ثم ينصرف ، كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية ، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين. وهكذا كان يفعل – صلى الله عليه وسلم- يزور القبور، ويسلم عليهم ثم ينصرف ، أما الجلوس عندهم أسبوع أو أسبوعين أو يوم أو يومين للصلاة أو للدعاء أو للقراءة أو للصدقات هذا لا أصل له ، بل هو من وسائل الشرك والغلو فإن دعوا الأموات واستغاثوا بهم صار شركا أكبر ، دعوهم أو نذروا لهم أو ذبحوا لهم يتقربون إليهم بذلك أو استعانوا بهم هذا من الشرك الأكبر ؛ كما قال الله - سبحانه وتعالى-: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117)]. وقال عز وجل : ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ [فاطر:13-14)]. فسماه شركا، سمى دعاؤهم إياهم شركاً بهم ، فدل ذلك على أنها لا يجوز دعاء الأموات ولا الأصنام ولا الأحجار ولا الكواكب ولا الملائكة ولا غيرهم ، بل يدعى الله وحده ، هو الذي يدعى جل وعلا ، هو الذي يسأل - سبحانه وتعالى-، قال تعالى : فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً) [الجن:18)]. فالمؤمن يجتهد في دعاء ربه، والضراعة إليه، وسؤاله، ولا يدعو معه لا ملكاً ولا نبياً ولا شجراً ولا حجر ولا قننا ولا جنا ولا كوكبا ولا غير ذلك العبادة حق الله وحدة ، أما الحي الحاضر الذي يسمع كلامك أو عن طريق المكاتبة أو الهاتف في التلفون تقول له أفعل كذا وتأمره بعمل كذا لا بأس عن طريق الهاتف التلفون وطريق المكاتبة أو حاضر عندك مشافهة تقول افعل كذا امسح سيارتي اسقي رحلي أرسلي لي كذا وكذا لا بأس بها، الأمور عادية لا بأس بها ولهذا قال الله سبحانه في قصة موسى (فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ) (القصص: من الآية15) لأنه حاضر عنده ، يقدر على إغاثته بخلاف دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات ، دعاء الغائبين من الجن أو الملائكة أو الأشجار والأحجار ، هذا كله من الشرك الأكبر. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه...