إذا كان الواقع هو ما ذكرته السائلة, فلا مانع من خروجه في بيت مستقل, ولا يلزمه طاعة والديه في هذا؛ لأن والديه لم ينظرا إلى حاله, ولم يرحما حاله, ولم يقدرا ظروفه التي أشارت إليها السائلة, فلا حرج عليه أن يخرجا في بيت مستقل, ويستسمح والديه, وإن أبيا أن يسمحا فلا حرج عليه, ولكن يجاهد في استرضائهما, والحرص على مخاطرتهما بالتي هي أحسن, وأما الميراث فالله أعلم من يموت الأول, وليس لهما أن يحرمانه ليس لهما, أن يحرماه الميراث حتى لو أوصيا بحرمانه, لا حق لهما في ذلك, والوصية بحرمانه باطلة ليس الأمر إليهما, متى ماتا قبله ورثاهما وإن أبياء, فلا ينبغي أن يخاف من هذا, ولكن المهم عدم العقوق, وإذا كان لم يقدرا حاله فخروجه حينئذ ليس بعقوق؛ لأن الرسول يقول: (إنما الطاعة في المعروف), فعليه أن يخرج إن شاء ويكون في بيت مستقل, ويعيدك إلى المسكن المناسب, ويسترضي والديه حسب الطاقة والإمكان في المستقبل, وعلى والديه أن يرضيا, وأن يساعداه على ما يجمع شمله بأهله, وأن لا يشدد عليه في هذا, وأما خروجك بين إخوته, وبين غير محارمك كاشفة وإلزامهم لك بذلك فهذا منكر لا يجوز, وهذا يدل على ضعف إيمانهما إن كنت صادقة فيما قلت, نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق. بارك الله فيكم ، ولكن على فرض أنه لم يستجب ولا يخرج وهي باقية عند أهلها يجوز لها طلب الطلاق؟ إذا كان الحال كما ذكرت لها طلب الطلاق؛ لأنها معذورة. ولا تدخل في الوعيد؟ ما تدخل في الوعيد ولها طلب الطلاق ولأنها معذورة بسبب ما ذكرت. بارك الله فيكم