توجيه امرأة تعاني من الوساوس

مشكلتي -سماحة الشيخ- بأنني أعاني من وسواس، ولا أعرف صدق هذا الوسواس الذي يزداد كل يوم، حيث أنني أشعر بعدم الصدق والإخلاص لله - عز وجل-، ومرة أشعر بصميم الإيمان الذي يدفعني إلى العمل الصالح الذي يرضاه الله عز وجل، فأنا دائماً في حيرة من أمري لا أدري ماذا أفعل، لقد سألت البعض من الإخوة عن هذا فقالوا لي: اطمئني فإنك مأجورة، وتذكر في رسالتها وتقول: هذا الوسواس كثيراً ما يراودني، حيث أنني عندما أسمع الرد من بعض المشايخ أشعر بالارتياح والاطمئنان، ولكن بعد فترة أعود إلى ما كنت عليه في السابق للشك والحيرة، والقلق، وعدم الاستقرار للروح والبدن، أفتوني في مشكلتي؟ جزاكم الله خيراً -سماحة الشيخ-.

الإجابة

هذا كله من الشيطان، والواجب عليك تقوى الله - سبحانه وتعالى -، والضراعة إليه أن يعيذك من الشيطان ونزغاته وهمزاته، والحذر من هذه الوساوس، عليك بالصدق والإقبال على الله - عز وجل – في جميع أعمالك، وأبشري بالخير العظيم، ودعي عنك الوساوس، اجزمي على أنك فعلت المطلوب، ولا تلتفتي إلى الظنون الكاذبة التي يأتي بها الشيطان، لا في الصلاة ولا في الوضوء ولا في غير ذلك، عليكِ بالجزم، إذا صليت اجزمي أنك صليت والحمد لله، إذا توضأت كذلك، ودعي الوساوس حاربيها بالتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وبتركها والحذر منها، وأبنين على ما وقع في نفسك أنك فعلتيه من وضوء أو صلاةٍ أو غير ذلك؛ لأن الشيطان عدوٌ مبين حريصٌ على إفساد أعمال بني آدم فالواجب محاربته كما قال الله جل وعلا: وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ (36) سورة فصلت، وجاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-، قال: يا رسول الله، إن الشيطان قد لبس علي صلاتي، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم-: (استعذ بالله ثلاثاً، انفث عن يسارك ثلاث مرات واستعذ بالله ثلاثاً)، قال عثمان بن العاص وهو الذي سأل: فعلت ذلك، فأذهب الله عني ما أجد. هكذا ينبغي إذا أحس الإنسان ينفث عن يساره ثلاث مرات، ويتعوذ بالله من الشيطان ولو في الصلاة إذا جاءته وسوسة، ينفث عن يساره ثلاث مرات، ويقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات، وهكذا في جميع الأحوال، حسب الوساوس يستعيذ بالله من الشيطان، يزول إن شاء الله.