الإجابة:
الحمد لله،
لا أعلم في العلاج بكتابة الآيات أو الأدعية على بعض بدن المريض أصلاً من فعل السلف؛ أعني الصحابة والتابعين.
ومن يفعل ذلك يعتمد على ما ذكرت عن ابن القيم وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله، ولا أذكر مستنداً لهما من النقل في العلاج بهذه الطريقة. والذي يظهر أن تعويلهما على التجربة وعلم الطب أساسه التجربة.
فإذا ثبت بالتجربة أن كتابة بعض الآيات تنفع في حالات فلا أعلم مانعاً يمنع من كتابتها، وهو يشبه الرقية بالآيات التي تناسب المقام مما لم يرد تخصيصه. فمن ذلك قوله تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}، وقوله: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو}، إلى غير ذلك.
أما الرقية بالفاتحة، وآية الكرسي، وسورة الإخلاص، والمعوذتين فقد دلت السنة على الاستشفاء بها.
ومما يدل على التوسعة في الرقية قوله صلى الله عليه وسلم: "اعرضوا عليّ رقاكم. لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً"، ويمكن أن يستدل لذلك أيضاً بالإطلاق في قوله تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}، ولكن يجب ألا يترتب على كتابة الآيات على بدن المريض محظور كالامتهان بكتابة الآيات في مواضع غير لائقة كالقبل والدبر والآباط وأسفل القدم، ومن الامتهان كتابتها على الظهر إن كان يستلقي عليه.
وينبغي أن يراعى عند غسل الكتابة أن تكون في موضع طاهر. وكذا ترك سبب الجنابة إذا كانت الكتابة باقية، والمبادرة لغسلها إذا حصلت، فإن بقاء الآيات مع الجنابة يتضمن نوعاً من الامتهان، هذا والله أعلم.