حكم الصلاة على الميت في المقبرة- التهليل برفع الصوت عند الدفن- وتلقين الميت بعد الموت

إذا مات الشخص عندنا لا يُصلون عليه صلاة الجنازة إلا في المقبرة، فهل هذا جائز؟ وإذا أردنا دفنه صاح الجميع بصوت مرتفع: لا إله إلا الله، طوال فترة الدفن، وإذا أراد أحد أن يساعد أخاه في عملية الدفن طلب منه المجرفة بقوله: وحد الله، ثم بعد الفراغ من الدفن يقف الملقن على قبر الميت ويقول كلاماً بليغاً يخاطب فيه الميت قد يؤثر في السامعين لما فيه من عبارات التذكير بعذاب القبر ونعيمه، فما الحكم في كل هذا؟ أفيدونا أثابكم الله وسدد خطاكم.

الإجابة

أما الصلاة على الميت في المقبرة فلا بأس، فقد صلى النبي - صلى الله عليه وسلم- على قبر بعدما دفن، لكن الأفضل أن يصلى عليه بالمصلى المعد للجنازة، أو في المساجد حتى يصلي عليه جمع غفير من الناس، الأفضل لأهله أن يقدموه للمسلمين يصلون عليه في المساجد، أو في المصلى المعد لصلاة الجنازة إذا كان هناك مصلى معد لصلاة الجنازة، فإن لم يتيسر ذلك وصلي عليه في المقبرة فلا حرج. أما رفع الصوت بلا إله إلا الله، عند الدفن أو عند الحفر أو عند السير بالجنازة، فهذا لا أصل له، بل المشروع أن الإنسان يفكر وينظر في عاقبة الموت وما بعد الموت، ويحاسب نفسه، ولا يرفع صوته بذكر الله ولا بغير ذلك مع الجنازة، ولا عند الدفن ولا عند الحفر، أما كون الإنسان يتكلم بشيء عادي حال سير الجنازة بينه وبين نفسه من دعاء أو ذكر لله أو في المقبرة أو غير ذلك فلا بأس، أما شيء معتمد وبصوت عال: وحدوه، أو لا إله إلا الله، بصوت جماعي أو عند الدفن، هذا شيء لا أصل له، وقد كان من عادة السلف رضي الله عنهم خفض الصوت عند الجنائز، والتفكير في أحوال الميت وما يقال له وما يقول، هكذا ينبغي للمؤمن أن يفكر عند اتباعه الجنازة وعند حضوره القبور وعند حضوره الدفن يفكر في هذه الأمور العظيمة، وماذا يقال للميت وماذا يقول وهل يجيب أو ما يجيب، يكون عنده في هذا تفكير طويل حتى ينتفع بذلك، ولا مانع من الدعاء والاستغفار بين العبد وبين نفسه والذكر بين العبد وبين نفسه لا بأس بهذا، أما تعمد رفع الصوت بذلك أو بأن يكون صوتاً جماعياً، هذا لا أصل له، والسنة بعد الدفن أن يدعى للميت بالمغفرة والثبات، كان النبي -صلى الله عليه وسلم - إذا فرغ من دفن الميت قال: (استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل)، فالسنة أن يوقف عليه بعد الدفن ويدعى له بالمغفرة والثبات. أما التلقين فهو بدعة، هذا الصواب، بأن يقال: يا فلان اذكر ما من الدنيا أنك تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن الإسلام دينك وأن محمداً نبيك، وأن القرآن إمامك إلى غير هذا من الكلمات ا لتي يقولون، هذا لا أصل له، جاء في أخبار لكنها موضوعة غير صحيحة، والصواب في هذا والمعتمد في هذا عند أهل السنة أن التلقين لا أصل له، في سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم-، وإنما هو بدعة، وإنما يدعى للميت بالثبات والمغفرة بعد الدفن، كما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم- بذلك، هذا هو المعتمد وهذا هو المشروع. والله المستعان.