حكم الطلاق بسبب المرض

إن أخي متزوج من بنت خالته، وأنجبت له طفلين، لكنها ظهرت له بأنها مريضة بمرض كريه لا يعالجه الدكاترة ولا الأولياء، ويرميها في النار، وتأكد هذا الأخ بأن هذه الزوجة مريضة قبل الزواج لكنه لا يعرفها، وأراد طلاقها، فماذا عليه؟

الإجابة

لا حرج في طلاقها إذا أحب أن يطلقها لمرضها المذكور فلا بأس، لكن إذا كان ليس لها من يقوم بحالها ويؤويها ويعالجها ويصبر عليها، فالأولى له أن يصبر هو ويحتسب الأجر حتى يصونها وحتى يحميها عن وقوعها في النار وعما يضرها، فهذا الذي ينبغي له، ينبغي للمؤمن أن يرحم زوجته ولاسيما أم أولاده ويعطف عليها حتى يشفها الله من فضله أو يختار لها الموت، لكن إذا كان لها أهل يقومون عليها ويعطفون عليها ويتولونها فلا مانع من طلاقها أما إن كانت ليس لها أحد فالأفضل له والأولى به الصبر لعله يستطيع أن يعمل شيئاً معها من المعروف من علاج وغيره وأقل شيء أن ينفق عليها ويحسن إليها حتى يتم شفاءها أو يختار الله لها الوفاة. وقوله لا يستطيع علاجها لا الأطباء ولا الأولياء هذا فيه تفصيل فإن الأولياء هم المؤمنون. وبعض الناس يظن أن الأولياء أناس لهم خصوصية يتصرفون في الناس أو لهم كرامات خاصة أو لهم تصرف في الكون هذا غلط عظيم، فأولياء الله هم أهل الإيمان هم أهل التقوى كل من كان مسلماً مؤمناً هو ولي لله؛ قال تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ [سورة يونس (62)(63)]. وقال تعالى في سورة الأنفال: وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ [(34) سورة الأنفال]. فأولياء اللهم هم أهل التقوى هم أهل الخير والاستقامة هم صالح المسلمين فينبغي لك أن تعلم ذلك فليس الولي شخصاً له خصوصية في التصرف في الكون أو في شفاء المرضى أو في علم الغيب أو ما أشبه ذلك هذا يظنه الجاهلين، ويظنه بعض الصوفية الغالطين الجاهلين، فالأولياء هم المؤمنون ليس لهم خصوصية أخرى غير المؤمنين، هم المؤمنون هم مطيعون لله ولرسوله، هم أهل التقوى والهدى، يقال لهم أولياء الله ويقال لهم المسلمون ويقال لهم الأبرار، ويقال لهم الصالحون وهم ليس في أيديهم شيء من علم الغيب، ولا من شفاء المرضى، ولا من التصرف في عباد الله بما ليس في طوق العبد، وإنما قد يدعوا فينفع الله بدعائهم قد يدعوا للميت فينفع الله بدعائهم كسائر المؤمنين، ليس لهم صفة خاصة بل كل مؤمن فهو ولي لله - عز وجل -، وليس في أيديهم تصرف في العباد أو في الكون كما يظن بعض الجهلة من الصوفية وغيرهم فمن ظن أو اعتقد أن بعض الناس يتصرف في الكون مع الله، يدبر الكون، يشفي المرضى يعلم الغيب، فهذا كفر وضلال، كفر أكبر -نعوذ بالله من ذلك- وإنما شفاء المرضى بيد الله، وعلم الغيب إلى الله - سبحانه وتعالى -، والتصرف في العباد بيده - سبحانه وتعالى - ، لا أحد يتصرف في العباد غيره - سبحانه وتعالى-، فينبغي للسائل أن يعلم هذا وأن يكون على بينة حتى لا يقع فيما أوقع فيه الجاهلون من اعتقادات فاسدة حين يسمونهم بالأولياء -نسأل الله للجميع التوفيق والهداية-. بارك الله فيكم.