التقبيل للقرآن ليس له أصل معتمد وليس بمشروع، يروى أن عكرمة بن أبي جهل أحد الصحابة كان يقبله ويقول: هذا كتاب ربي. لكن لا أعلم له سندا صحيحاً ثابتاً عنه - رضي الله عنه وأرضاه-. وبكل حال فتقبيله لا حرج فيه، لكن ليس بمشروع ، ولو قبله الإنسان لا حرج عليه، لكن ليس هذا بمشروع ، ولم ينقل عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم – بأسانيد ثابتة، فالأولى ترك ذلك، وإنما التعظيم يكون بالعمل، تعظيم القرآن يكون بالعمل به، تدبره، والإكثار من قراءته ، والخضوع عند ذلك والخشوع هذا هو المشروع ، الإكثار من تلاوة القرآن بالتدبر، والتعقل، والعمل، والاستفادة، والخشوع ، هذا هو المشروع ؛ كما قال جل وعلا: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ [(29) سورة ص]. فهو سبحانه وتعالى شرع لنا أن نتدبره ، وأن نكثر من تلاوته ، وأن نعمل به، هذا هو الواجب علينا ، وهذا هو المطلوب منَّّا. وأما الانحناء عند القرآن فأيضاً هذا لا أصل له، وإن كان تعظيما لله - عز وجل - لأنَّ القرآن كلام الله، لكن هذا لا أصل له، ولم يفعله خير هذه الأمة، وأفضلها وهم الصحابة - رضي الله عنهم وأرضاهم - والخير كله في اتباع سلفنا الصالح من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن تبعهم بإحسان، فلا ينحي له ، ولا يقبل هذا هو الأصل ، لكن لو قبله الإنسان فلا حرج عليه إلا أنه غير مشروع. أما الانحناء فهو مكروه ، لا ينبغي، ولا يفعل، ولا أصل له، وهذا قد يفضي إلى الإنحناء إلى الملوك والكبراء وهذا منكر لا يجوز ؛ لأنه نوع من الركوع، والركوع لا يجوز إلا لله وحده - سبحانه وتعالى- عبادة، فلا ينحني أحد لأحد.