الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد
أتصور أن ثمة مشكلة ما ستواجهينها، وهي في حالة كون صاحب المشكلة شابا
، فكيف يتسنى له أن يشرح لك مشكلته وهو مرتاح ، وقد يكون لها جوانب
عاطفية من غير المناسب أن يتحدث بها أمام امرأة ، مما يضطره إلى إخفاء
بعض جوانب المشكلة وقد تكون من الأهمية بمكان ،أو يتجرأ فيكشف لك عن
جوانب لا تودين سماعها ، ولهذا فنصيحتي أن يقتصر دورك على مساعدة
الطالبات ، ويكون ثمة مشرف ليساعد الطلاب ، هذا أولا وثانيا المهم أن
تكوني على دراية تامة بمشكلات الشابات في هذه المرحلة من العمر
وتكونين مستمعة قوية الملاحظة ، قادرة على ربط جزئيات المشكلة مع عقدة
كلية قد تدور حولها هذه الجزئيات ، ثم تبدئين أولا بحل العقدة الكبرى
، مع غرس الثقة بالنفس في الطالبة ، وبعث روح الأمل فهذه الروح هي
العامل الأساسي في حل كل المشكلات في هذا العمر ، وأهم الأمور على
الإطلاق ربط الطالبة بالإيمان بالله تعالى ، واتباع ما يرضيه ، وأن
هذا هو سر النجاح الأكبر في كل شيء في الحياة ، كما قال تعالى { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه
حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} بالإضافة
إلى توجيه الطالبات نحو الفضائل الإسلامية من العفة والحشمة والحجاب
والخلق الكريم والتسامي والبعد عن مساوئ الأخلاق والعلاقات الخارجة عن
الحشمة مع الجنس الآخر التي تجعل المرأة مبتذلة رخيصة لا قيمة لها .
وإذا توكلت على الله تعالى وجعلت مرضاته سبحانه نصب عينيك ، واحتسبتي
الأجر من الله تعالى على هذا العمل ، وأنك تنوين ربط الطالبات بربهم
ليكون لك الأجر من الله تعالى ، فإن التوفيق في الدنيا والثواب في
الآخرة سيكونان جائزتك ، ومن المهم جدا في هذا المجال ثقة الطالبة
بالمشرفة ، وشعورها أنها مثالية ، فإن الطالبات في هذه السن بحاجة إلى
التعلق بمصدر إلهام حي يمكنهن اللجوء إليه ، ولابد أن يعتبرنه شخصية
مثالية طبعا إلى حد ما حتى يتم الارتقاء بهن ومجاوزة المشكلة
النفسية أو الاجتماعية التي يواجهنها ، وأنت إن شاء الله تعالى قدورة
و قادرة ومؤهلة لهذه الوظيفة المهمة ، وأنصحك بالاستفادة من هذه
الوظيفة في التوجيه الإيماني فيكون لك ثواب عظيم بإذن الله
تعالى.
والله الموفق