تعليق بعض الأدعية والأذكار للحرز من الشيطان

هل يجوز تعليق بعض الأدعية الواردة في الكتاب والسنة على صدر الرجل أو المرآة لتكون حرزاً لهم من الجن والشياطين؟

الإجابة

هذا لا يجوز، تعليق الحروز لا يجوز، لا من القرآن ولا من السنة ، ولا من غيرهما، وتسمى التمائم ، وتسمى الجامعات، وتسمى الحجب، فلا يجوز تعليقها، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا المعنى : (من تعلق تميمةً فلا أتم الله له)، (ومن تعلق ودعة فلا أودع الله له). ويقول صلى الله عليه وسلم : (إن الرقى والتمائم والتولة شرك). والرقى هي الرقى المجهولة التي لا تعرف ، أو فيها شرك، وفيها منكر، فهي ممنوعة. والتمائم كذلك ممنوعة كلها، وهي ما يكتب في الرقع ، أو بالقراطيس ، أو نحوها ، ثم يجعل في رقعةٍ أو في كيسةٍ يعلق على الطفل ، أو على المريض ، كل هذا لا يجوز، بل هذا من التمائم، حتى ولو كان من القرآن، حتى ولو من الأدعية المباحة ، فإن الصحيح أن التمائم تمنع مطلقا، لكن من غير القرآن أشد في التحريم، أما من القرآن فهو من باب سد الذرائع. فيجب على المؤمن أن يمتنع من ذلك لئلا يقع فيما حرم الله - جل وعلا -، والله - سبحانه - شرع لعباده ما فيه سعادتهم ، وفيه نجاتهم ، وما فيه صلاحهم ، ولم يشرع لهم ما فيه ضررهم، بل شرع لهم سبحانه ما فيه الصلاح والسعادة في العاجل والآجل، فليس له أن يبتدع في الدين ما لم يأذن به الله - سبحانه وتعالى -. الشيخ: تعيد السؤال؟ يقول السائل هل يجوز تعليق بعض الأدعية الواردة في الكتاب والسنة على صدر الرجل أو المرآة؟ الشيخ: مثل ما تقدم؛ لأنها من البدع، فليس له أن يعلقها ، ولو كانت من القرآن أو من السنة كما تقدم ؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- منع من التمائم ، وتوعد من تعلقها بأن الله لا يتم له، (من تعلق تميمة فلا أتم الله)، (ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له). فالواجب على المؤمن والمؤمنة التحرز بالأدعية الشرعية لا التعليقة، فالمريض يدعى له بالشفاء والعافية، والطفل يدعى له بالشفاء والعافية ، ويعوّذ، يقال: أعوذك بكلمات الله التامات من شر ما خلق عند النوم، كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوّذ الحسن والحسين، يقول لهما : (أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عينٍ لام) ويعوّد أن يعتاد الذكر والدعاء والتعوذ بالله إذا كان يعقل حتى يتعوذ بنفسه عند نومه وعند دخوله وعند خروجه. المقصود أنه ليس هناك حاجة إلى تعليق التمائم، وقد أجاز بعض العلماء تعليق التميمة التي من القرآن ، أو من الأدعية المباحة ، وقال : إن هذا من جنس الرقية كما أن الرقية تجوز إذا كانت بالقرآن والدعوات الطيبة، كذلك التميمة إذا كانت من القرآن. والجواب أن هناك فرقاً بين هذا وهذا، الرقية جاء فيها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رقى ورُقي عليه - عليه الصلاة والسلام - ، وقال : (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً). فدل على استثناء الرقية الجائزة، وأنها مستثناة من قوله: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك)؛ لأن الرسول رقى ورُقي، أما التمائم فلم يرد فيها استثناء، ولم يرد أنه علق تميمة على أحد. فلا يجوز أن تلحق التمائم بالرقى، بل التمائم ممنوعة مطلقا، ولأن تعليق التمائم من القرآن أو من الأدعية المباحة وسيلة إلى تعليق التمائم الأخرى، ومن يدري أن هذا سليم وهذا ليس بسليم، فينفتح باب الشرك والتعليق للتمائم الأخرى، والشريعة الكاملة جاءت بسد الذرائع التي توصل إلى الشرك. فالأحاديث عامة في تعليق التمائم والنهي عن ذلك ، وسد الذرائع أمر لازم وواجب، فتعين من هذا وهذا منع جميع التمائم مطلقاً حتى ولو كانت من القرآن ، أو من الدعوات المباحة سداً لذريعة الشرك ، وعملاً بالعموم ، وحتى يعتاد المؤمن الثقة بالله ، والاعتماد عليه ، وسؤاله والضراعة إليه أن يعيذه من شر ما يضره، وأن يكفيه شر ما يهمه، وأن لا يعتمد على شيء يعلقه في رقبته .... فالذي جاء به الشرع هو الخير كله، والصلاح كله، للصغار والكبار ، والمريض وغير المريض، رزق الله الجميع التوفيق والهداية .