حوادث السيارة يتحملها السائق إن فرط

عندما كنت في السادسة من عمري -أي قبل سبع سنوات تقريباً- حصل لي حادث بالسيارة التي كنت أقودها أنا ومعي والدي - رحمه الله تعالى - وأخواتي وبعض من أقاربي، وكنت أقود السيارة التي هي للوالد بسرعة متوسطة، وفجأة ضرب إطار السيارة الأمامي ولم أدرِ ما الذي حصل لي، فقد أغمي علي ولم أدر بشيء ولم أفق إلا ونحن في الهاوية، وقد أصيب والدي بنزيف داخلي وانتقل إلى رحمة الله، سؤالي هو: هل أعتبر في هذه الحالة قاتلاً عمداً، بمعنى هل يلزمني صيام شهرين متتابعين، وماذا أفعل كي يغفر الله لي هذا الذنب العظيم، علماً بأنني عاهدت نفسي بأن أكون ملازماً لإخوتي أرعاهم حتى أصغر واحد فيهم، وأستغفر الله العظيم الذي وضعني القدر في هذا الموقف الصعب؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فالجواب أيها السائل، ينبغي أن تعلم أن الشيء في ذمة أمثالك وأنت أعلم بالواقع، فإن كنت تعلم أن الحادث بأسباب سرعتك أو لأن الكَفَر رديء وأنت تساهلت في عدم إبداله أو بأسبابٍ أخرى فعليك بالكفارة وعليك الدية أيضاً، أما إن كنت لا تعلم شيءٌ من ذلك وأنك تمشي بسرعة متوسطة كالناس، ليس هناك زائد على الناس، مشية المعتاد، والكَفَر لا تعلم فيه خللاً وليس فيه بأس فإنه ليس عليك شيء؛ لأنك لم تسبب في الحادث وأمر الله قائمٌ على الجميع، وقدر الله وما شاء الله فعل، مثل لو كان الإنسان مطية مع أخيه أو أبيه فعثرت أو جفلت ثم سقط أحدهما أو كلاهما فمات أحدهما لا يكون على قائدها شيء في هذا، لعدم التسبب، فالسيارة إذا حصل منها انقلاب بسببٍ لا تعلق له بالسائق فإنه لا يكون على السائق شيء؛ لأنه لم يفرط ولم يتعدى، أما إن كنت سرعةً زائدة خطيرة فعليك الكفارة وعليك الدية إلا أن يسمح ورثة أبيك عن الدية، وعليك الكفارة وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن لم تستطع فعليك صيام شهرين متتابعين، كما هو نص كتاب الله - عز وجل -، ونسأل الله لك العون، والتوفيق، وما فيه براءة الذمة، وأنت عليك يا أخي أن تحاسب نفسك وتتأمل الواقع فإن غلبك على ظنك أنك مقصر ومفرط في هذا السير أو في الكفر الذي ضرب؛ لأنك تساهلت في عدم إبداله وهو رديء، فعليك أن تصوم شهرين متتابعين وأن تؤدي الدية إلا أن يسمح عنك ورثة الوالد، وإن كنت تعلم أنك لم تقصر وأن السير معتدل والكفرات سليمة فليس عليك شيء والحمد لله على قضاء الله.