ضرورة نبذ الوسوسة

السؤال: أنا شاب مصاب بشيء لا أعرف هل هو من الوسواس أم لا، وهو أن أبي شيخ كبير، مريض يستعمل دواء يزيد من جريان البول، وقد يصيب الفراش منه شيء بدون قصد منه، فتعذرت طهارته، وأصبحت أنا لا ألمسه ولا أقربه، ولا أجلس معه على الفراش الذي يجلس فيه، وحتى المكان الذي يجلس فيه لا أجلس فيه أنا، لأني أعتبر المكان نجساً كله، وحتى إن من يجلس معه في المكان من الأهل أصبحت أنا أفر منه!! وإذا لمسني أحد من الأهل سواء مس ثيابي أو بدني غسلت ثيابي وبدني حتى إنني أعتبر أنني تنجست، وأصبحت أسكن في غرفة وحدي لا يدخل عليّ فيها أحد، حيث أصبحت معزولاً عن الناس، هذا منذ ما يزيد على سنة، وحتى أنني أصبحت لا أصلي في المساجد لأن الصبيان يصلون فيها، وذلك لأني أعتبر الصبيان نجساً، وسبب هذا أنني كنت أسكن عند أقرباء لي عندهم صبية يبولون على فراشهم وفي بعض الأحيان قد لا يطهرون الفراش فذهبت عنهم، وعندما أزورهم الآن وأجلس على فراشهم وأصافح أحداً منهم ولوفي الطريق رجعت إلى أهلي وغسلت بدني وثيابي.

الإجابة

الإجابة: إن هذه مشكلة من عمل الشيطان، فهذا الإنسان قد جعل للشيطان سبيلاً على نفسه، واتبع خطوات الشيطان، وقد نهاه الله سبحانه وتعالى عن اتباع خطوات الشيطان، فعليه أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى، وأن لا يجعل للشيطان سبيلاً عليه، فقد سلم عقله للشيطان واستسلم له، ولذلك يجب عليه أن يبادر إلى التوبة وأن يستغفر الله من هذا الوسواس، وأن يعلم أنه من عمل الشيطان البين الذي يجب منه التوبة وتركه والرجوع عنه، وأن يعلم أن هذا مفسد لعقله ودينه ولأخلاقه ولمعاملته مع آكد الناس حقاً عليه، فأحق الناس بحسن صحابته والداه وأقاربه، ويجب عليه أن يعتذر إليهما وأن يعود عن هذا، وأن لا يدع للشيطان سبيلاً عليه أبداً

أما بالنسبة للصبيان الأصل في ثيابهم وأبدانهم الطهارة، ولذلك لا يتغير هذا الأصل إلا إذا غلبت النجاسة كمن رآها أو ظنها ظناً غالباً مبنياً على قرائن وعلم، ولم يكن هو من أهل الوسواس، أما من كان من أهل الوسواس فلا يلتفت إليه أصلاً، وينبغي أن ينقطع عنه بالكلية، وكل ما يؤدي إلى الوسواس يفر منه ويتركه، فتعبده لله كما كنت تتعبد إلى الله قبل أن تصاب بهذا المرض باجتناب النجاسات تعبدك إلى الله الآن بأن تقطع الوسوسة، فكل ما يؤدي إلى الوسوسة يجب عليك قطعه والابتعاد عنه مطلقاً.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ حفظه الله.