ما هو حكم التمثيليات والمسرحيات الإسلامية ؟

السؤال: ما هو حكم التمثيليات والمسرحيات الإسلامية ؟

الإجابة

الإجابة: القيام بالتمثيليات اختلف فيه علماء عصرنا ... فمنهم من يقول أنه لا يجوز القيام بالتمثيليات إطلاقا وعللوا قولهم بأن التمثيلية كذب .. لأن الرجل يقوم بدور فلان مثلا ليس هو فلانا .. وحينئذ يكون كاذبا في دعواه لأن الكذب ما كان خلاف الحقيقة .

وقال بعض أهل العلم :
إنه لا بأس بالتمثيليات ، وإنه ليس فيها الكذب وذلك لأن الكذب هو الإخبار بخلاف الحقيقة والواقع .. وهذا الرجل ممثل .. وهو لا يقول إنني فلان نفسه .. ولكنه يقول أنا أمثل فلانا .. أي أفعل فعلا يشبه فعل فلان .. وهذا واقع وحقيقة ..
والحاضرون يعلمون هذا كلهم أنه هذا هو المراد بالتمثيلية .. بخلاف من جاء إليك في بيتك ودق الباب وقال أنا فلان وهو يكذب .. فهذا هو الكذب، أما الرجل يقوم بدور إنسان آخر فإنه لم يكذب وليس يدعي أنه هو نفسه فبناء على هذا لا تكون المسألة كذب ..
ولكن إذا اشتملت المسرحية على شيء محرم كأن يستلزم تنقص ذوي الفضل فإنها لا تجوز .. وعلى هذا فأرى أن الصحابة رضي الله عنهم لا يمثلون ولا سيما الخلفاء الراشدون منهم.

كذلك إذا تضمنت شيئا محرما كما لو قام فيها الرجل بدور المرأة ، أو المرأة بدور الرجل .. لأن هذا من باب التشبه وقد لعن الرسول صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهين من النساء بالرجال .

كذلك إذا اشتملت على محاكاة البهائم والحيوان، فإن هذا لم يرد في القرآن والسنة إلا في مقام الذم : قال الله تعالى : " واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ، ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب " سورة الأعراف .. فالمقام هنا مقام ذم

وكقوله تعالى : " مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا " ..

وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه " ..

فإذا اشتملت التمثيلية على محرم صارت حراما من هذا الوجه ... لا لأنها كذب !

والله أعلم