مراتب الجهاد

السؤال: في مثل هذه الظروف التي يعيشها المسلمون اليوم من مكر الأعداء وكيدهم، هل يجوز لشاب تجاوز الثامنة عشرة من العمر ولم يبلغ بعد الثلاثين أن يذهب إلى الجهاد دون إذن أهله، مع العلم أنه يحاول حفظ القرآن الكريم وقراءة سنة النبي صلى الله عليه وسلم؟

الإجابة

الإجابة: إن ما يفعله هو من الجهاد في سبيل الله، فالجهاد مراتب كثيرة، وقد عدها أهل العلم فأوصلوها إلى أربع عشرة مرتبة.

فأولها: جهاد النفس، وهو أربع مراتب، جهادها على تعلم ما أمر الله به، ثم جهادها على العمل بما تعلمته، ثم جهادها على الدعوة إلى ما تعلمته وعملت به، ثم جهادها على الصبر على طريق الحق حتى يلقى الله.

ثم: جهاد الشيطان وهو مرتبتان، جهاده فيما يلقيه من الشهوات، وجهاده فيما يلقيه من الشبهات.

ثم: جهاد المنافقين، وهو بالقلب أي كراهتهم به وباللسان في الرد عليهم والتحذير منهم ودعوتهم، وبالمال ببذله من أجل هدايتهم وإبطال مخططاتهم، وباليد بتغيير منكرهم.

ثم: جهاد الكفار وهو أربع مراتب أيضاً، لأنه بالقلب ببغضهم، وباللسان بالتنفير منهم والرد عليهم ودعوتهم، وبالمال ببذله من أجل هدايتهم كتأليف قلوبهم ورد مخططاتهم وإفشالها، وباليد بجهادهم في القتال وهو ذروة سنام الإيمان.

فلا يمكن أن يصل الإنسان إلى آخر درجات السلم قبل أن يبدأ بأولها، فليبدأ الإنسان أولاً بأول السلم الذي يليه حتى يصل إن شاء الله إلى نهاية السلم.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ حفظه الله.