حكم من ترك بعض الفرائض ثم تاب

أنا الآن أبلغ من العمر الثامنة والعشرين، ومنذ كان عمري سبع عشرة سنة وأنا أصلي وأصوم، ولكن أحياناً أترك الصلاة مدةً ثم أعود إليها، فماذا علي الآن، هل يلزمني قضاءٌ أم تكفي التوبة، وكيف أعمل وأنا ربما أجهل عدد الأيام التي تركت الصلاة فيها، وكذلك بالنسبة للصيام، فقد أفطرت بعض الأيام بدون عذر، وأفطرت خلال أربع سنوات بسبب مرضٍ ولم يمنعني الأطباء من الصيام، ولكني أنا شعرت بضعف شديد وهبوطٍ في صحتي فأفطرت، فماذا أفعل الآن؟ أرشدوني بارك الله فيكم.

الإجابة

ترك الصلاة كفرٌ أكبر نعوذ بالله، تعمد ترك الصلاة كفرٌ أكبر، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله)، ويقول -عليه الصلاة والسلام-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، ويقول - عليه الصلاة والسلام -: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، فترك الصلاة وإن كان تهاوناً كفرٌ أكبر في أصح قولي العلماء، أما إن كان عن جحدٍ لوجوبها فهذا كفرٌ أكبر عند جميع العلماء، لكن إذا كان عن تساهل وعن تهاون فهذا كفرٌ أكبر في أصح قولي العلماء، فعليك التوبة إلى الله وليس عليك القضاء، عليك التوبة الصادقة النصوح، بالندم على ما مضى منك، والعزم الصادق على أن لا تعود إلى هذا الشيء والاستمرار في الصلاة، وليس عليك قضاء ما فات من الصيام والصلوات السابقة التي تركتها تهاوناً، فالصوم تابعٌ لذلك، لأن ترك الصلاة كفرٌ فليس عليك قضاء الصلاة ولا قضاء الصيام، أما ما تركت من الصيام وأنت تصلي بعدما تاب الله عليك وتركت هذا الذنب العظيم فإنك تقضي الصيام، وأما إذا كان ترك الصيام في وقت ترك الصلاة فإنك لا تقضي ولا تقضي الصيام، لأن الكافر إذا ارتد عن دينه لا يقضي، والمسلم إذا ارتد عن دينه لا يقضي، قال الله جل وعلا: قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ (38) سورة الأنفال، والنبي - صلى الله عليه وسلم- يقول: (الإسلام يهدم ما كان قبله)، والتوبة تَجِبُّ ما قبلها، فإذا تاب المؤمن إذا تاب الرجل من ترك الصلاة بعدما تركها تاب ورجع إلى الله فإنه يستمر في العبادة والعمل الصالح ويسأل ربه المغفرة والعفو، وليس عليه قضاء، لا لصلاته ولا لصومه السابق الذي تركه في حال ترك الصلاة، نسأل الله السلامة. وعليك الصدق مع الله ودعاءه جل وعلا أن يثبتك على الحق وعليك الإكثار من العمل الصالح، كما قال الله جل وعلا: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) سورة طه، ولما ذكر - سبحانه وتعالى – الشرك والقتل والزنا قال بعد هذا: إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70) سورة الفرقان، فنوصيك وجميع المسلمين بالتوبة إلى الله الصادقة النصوح من جميع الذنوب، ولا سيما ترك الصلاة فإنه ذنبٌ عظيم وكفرٌ عظيم، فعليك بالمبادرة والمسارعة إلى التوبة الصادقة والعزم الصادق أن لا تعود، والاستمرار في الصلاة وهكذا نوصي جميعاً من ترك الصلاة أن يتوب إلى الله وأن يبادر بالتوبة الصادقة النصوح وليس عليه قضاء لما ترك قبل ذلك. بالنسبة لتعين القضاء، بالنسبة للعدد هو يجهل عدد الأيام التي أفطرها؟ ما دام أنها في حال ترك الصلاة ما عليه قضاء، وإذا كان مسلم وهو يصلي ما عنده ناقض من نواقض الإسلام فإنه يصوم ما غلب على ظنه، ويجتهد ويصوم ما غلب على ظنه أنه تركه.