من كان لا يصلي فليس عليه قضاء الصوم إذا تاب

أنا شاب في العشرين من العمر ذهبت إلى الدراسة خارج المملكة، وقد مر علي شهر رمضان في إحدى السنوات الأولى في بعثتي ولم أصم ذلك الشهر-للأسف- من باب التفريط، وكذلك لم أكن أؤدي الصلوات في تلك السنة، ولكن بعدما رجعت تبت إلى الله توبة نصوحاً والحمد لله، ماذا أفعل في هذا الشهر الذي لم أصمه، هل أقضيه متواصل أم متفرق، أم ماذا ترون -سماحة الشيخ-؟

الإجابة

ما دمت لا تصلي فالذي لا يصلي كافر، والتوبة تجب ما قبلها فلا يقضي الصوم ولا الصلاة، لأن من ترك الصلاة كفر، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، لكن لو قضيت الصيام خروجاً من كلام من قال: إنه لا يكفر كفرٌ أكبر، إذا كان لا يجحد وجوبها فلا بأس، لكن الصواب أنه يكفر تارك الصلاة وإن لم يجحد وجوبها، والكافر يكفيه التوبة، قال الله جل وعلا: قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ (38) سورة الأنفال، قال جل وعلا: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) سورة الزمر، فالتوبة تجب ما قبلها وليس عليك قضاء إذا كنت لا تصلي، كما قلت في السؤال. وبالنسبة للصلوات التي تركها؟ لا يقضي الصوم ولا الصلاة، التوبة تجب ما قبلها.