حكم اشتراط بيوت الأفراح في الزواج

أخونا يشكو -سماحة الشيخ- من بيوت الأفراح ومن المغالاة فيها ولاسيما وأن كثيراً من الناس اتخذها عادة، ويشترط لزواج ابنته أن يكون فرحها في البيت الفلاني وهي تثقل كاهل العريس، ويرجو التوجيه حول هذا الموضوع؟

الإجابة

لا ريب أن السنة عدم التكلف في المهور والولائم من أجل تسهيل زواج الشباب والفتيات, فينبغي لأهل الزوج وأهل الزوجة عدم التكلف في هذه الأمور, وأن يتواصوا بترك التكلف, وأن يتواصوا أيضاً بقلة المهور تشجيعاً للشباب على الزواج, وحرصاً على تزويج الفتيات وعدم بقائهن في البيوت, وقصور الأفراح كذلك مما يثقل كاهل الزوج أو أهل الزوجة في بعض الأحيان, وكذلك كثرة الولائم والتوسع في الوليمة يشق عليهم أيضاً, فالمشروع للجميع عدم التكلف لا لأهل الزوج ولا لأهل الزوجة المشروع للجميع عدم التكلف, خير الصداق أيسره وخيرهن أقلهن مؤنة, فينبغي للمؤمن أن لا يتكلف في هذه الأمور ولكن يفعل السنة النبي- عليه الصلاة والسلام- قال لعبد الرحمن: (أولم ولو بشاة), والنبي - صلى الله عليه وسلم - أولم على زينب بخبز ولحم, ودعا الناس إلى الوليمة فكل من دخل أكل, فالمقصود أن جنس الولائم مشروعة في النكاح لكن ينبغي للمسلم في هذا عدم التكلف في الاستكثار من الولائم, وجعل الطعام الكثير الذي قد يفضي إلى جعله في قمائم والمحلات التي قد ينبغي تنزيه الطعام عنها وبعدها عنها ويبعد إلى الفقراء والمحاويج, المقصود أن كثرة الولائم تفضي إلى هذا تفضي أن يلقى الطعام واللحوم في الزبالات والقمائم أو في محلات يغرب عنها مع حاجة الفقراء إلى هذا المال وإلى هذا الطعام الذي دعت الحاجة إلى وضعه في القمامة لعدم علم بعض الناس بالفقراء وعدم قدرته على الوصول إليهم, فالحاصل أن التسامح في هذا وعدم التكلف هو الذي ينبغي لأهل الزوج والزوجة جميعاً, لكن إذا دعت الحاجة إلى قصر لأنه ليس عنده بيت يستطيع فيه الزواج, فالأمر في هذا واسع لكن لا ينبغي التكلف ينبغي أن يكون القصر خفيف المئونة في محل...... خفيف المئونة حتى لا يقع التكلف, وإذا اكتفوا بقصورهم ولم يتكلفوا في دعوة الكثيرين من الناس فالأمر في هذا أوسع وأحسن والحمد لله, المهم إعلان النكاح فإذا أعلنوا ولو بوليمة ولو بشاة واحدة أو شاتين في بيوتهم, ودعوا بعض الناس الذين يعز عليهم دعوتهم ويحبون دعوتهم في محلاتهم وبيوتهم ولم يتكلفوا فهذا أكمل وأفضل, حتى لا يكون هناك مشقة على أحد, وحتى لا تتعطل البنات ولا يتعطل الشباب نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق. بارك الله فيكم ، والواقع سماحة الشيخ الكثير تزوج بدون بيت أفراح وأصبحت بيوت الأفراح مكان للتجارة وأصبحت أيضاً جزءً من المهر أو مئونة المهر ولا أدري عن رأي سماحتكم في الدعوة إلى الاستغناء عنها وإغلاقها لكونها أصبحت باباً من أبواب التجارة وأيضاً تشكل عبئاً على أولئك الذين يريدون أن يستروا دينهم. على كل حال هي لو علمت ولم توجد استغنى الناس عنها واستراح الناس من التكلف لكن إغلاقها الآن بعد وجودها هو محل نظر يحتاج إلى دراسة من ولاة الأمور وأهل العلم دراسة وافية حتى يرى ما هو الأصلح لأن بعضهم قد يضطر إلى شيء منها لأسباب كثيرة تحملهم على هذا الشيء, لكثرة أقاربهم ومشقة ترك دعوتهم في زواج ومناسبة, فيضطرون إلى أن يستأجرون في بيوت الأفراح لهذا الغرض؛ لأنهم يعلمون أن إعلان النكاح مطلوب ويريدون دعوة أقاربهم ومن يعز عليهم من جيرانهم, وليس عندهم بيوت تصلح لذلك فمن أجل هذا قد يحتاج إلى هذه القصور ولو عدمت لتعذروا ما اكتفوا بشيء قليل وتعذروا لكن وجودها صار سبباً للتكلف والله المستعان. ندع هذا الموضوع لعل الله- سبحانه وتعالى- يفتح عليكم وتناقشونه إن شاء الله ويوجد له الحل فالكثير يشكوا منه نسأل الله التيسير.