التصوف في الماضي والحاضر

السؤال: هل هناك تصوف محمود؟ وإن كان هناك تصوف محمود فكيف يكون؟ وما المعنى الحقيقي من الزهد في الدنيا؟

الإجابة

الإجابة: التصوف، الصوفية المتأخرون لهم طريقة خاصة، يقسمون الناس إلى أقسام، وبعضهم يصل إلى الكفر والإلحاد والزندقة، يجعلون الناس ثلاثة أقسام:
عامة، وخاصة، وخاصة خاصة.

فالعامة: الذين لهم الشرائع ويلتزمون بها، ومن العامة عندهم الأنبياء والمرسلون.

والخاصة: الذين ارتقوا عن درجة العامة، وألغوا صفاتهم وأفعالهم، وجعلوها صفات لله، تسقط عنهم التكاليف بزعمهم.

وخاصة الخاصة: يقولون بوحدة الوجود.

أما ما يطلق على السابقين من التصوف بالزهاد يسمون صوفية، هذه تسمية بمعنى الزهاد، يعني الزهاد كان يطلق عليهم اسم التصوف، أو يسمون صوفية في الأول، لأنهم يلبسون الصوف، أو لأنهم كذا، أو نسبة إلى رجل صوفة، أو كذا، أصلهم زهاد.

لكن بعد ذلك، بعدما تغير المعتقد، وصار الصوفية عندهم انحراف وزندقة وإلحاد، صار لقبا سيئا، لكن في الأول كان يطلق على الزهاد من أجل لبس الصوف، ومن أجل نسبة إلى الصفة التي يجتمعون فيها، أو كذا كان في الأول يطلق على الزهاد.

هناك ناس طيبون مثل الجنيد يثني عليه شيخ الإسلام ابن تيمية ومن كلماته الطيبة أنه يقول: علمنا يعني نحن الصوفية مقيد بشاهدين: بالكتاب والسنة، هذا كلام طيب.

المقصود أن الصوفية المتأخرين هؤلاء هم المذمومون، أما القدامى الذين يطلق عليهم صوفية فهم يطلق على بعض الزهاد، سُمُّوا صوفية، إما نسبة إلى الصُفّة، قال بعضهم: نسب هذا حتى إلى أهل الصفة الذين يجتمعون في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كبعض الزهاد وبعض الفقراء، أو نسبة إلى لبس الصوف، لكن بعد أن تغير وصار مذهبا منحرفا صار لقب ذم، نعم.