لا يجيد قراءة القرآن الكريم فهل تصح إمامته

يصف حاله بأنه ضعيف في قراءة القرآن الكريم، ولا يحفظ إلا بعض الآيات وقصار السور، لكنه يخطئ في تشكيل الآيات - كما يقول- ويرجو من سماحتكم التوجيه، وهل تصح إمامته بالناس؟

الإجابة

المشروع للمؤمن أن يعتني بالقرآن الكريم، وأن يحرص على إقامة تلاوته ، وأن يقرأه على من هو أحفظ منه حتى يوجهه وحتى يرشده إلى القراءة الحسنة ، ولكن لا يترك من أجل عجزه، بل يستمر في المحاولة والقراءة والتهجي ، والحرص على إقامة الحرف حتى يسهل الله له من يعينه على ذلك، وقد صح عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق ويتتعتع فيه له أجران). فأنت يرجى لك - أيها السائل - أجران على صبرك وعنايتك ، وحرصك على الخير، فلا تيئس ولا تترك القراءة ، ولكن عليك بالعناية والحرص على إقامة الحروف ، وعرض ذلك على من هو أعلم منك حتى تستقيم قراءتك إن شاء الله : وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا . وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا. فعليك بالصدق ، والتماس القراء الذين يعلمونك ويجهونك ، واسأل ربك العون والتوفيق ، وأبشر بالخير والعاقبة الحميدة. أما الإمامة فلها شأن آخر، الإمامة لها شأن آخر ، إذا كان في المسجد من هو خيرٌ منك فقدمه ولا تؤم الناس وفيهم من هو خيرٌ منك ، قدموا من هو أفضل في قراءته ودينه ، فإذا دعت الحاجة إليه وكنت أحسن القوم فلا بأس أن تؤمهم إذا كنت تقيم الفاتحة ، وأنت خير أصحابك وأفضلهم فلا بأس : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ يؤم القوم أحسنهم وأقرأهم حسب الطاقة ، فإذا كنت في قومٍ أنت أحسنهم فلا مانع من أن تؤمهم، وعليك أن تحرص غاية على إقامة الفاتحة ؛ لأنها الركن الأعظم ، أما بقية القراءة فهي مستحبة ، المهم الفاتحة أن تقيمها وتحفظها جيداً ، وإذا تيسر مع ذلك الحرص على إقامة بقية السور ، وبقية القراءة ، فهذا هو الواجب عليك حسب الطاقة ، نسأل الله لنا ولك التوفيق. جزاكم الله خيراً.